انفرط عقد التحالف بين قوى المعارضة والعماد ميشال عون، بإعلان الأخير امس انه حسم أمر خوضه معركة انتخابية في دائرة عاليه - بعبدا، ضد اللائحة التي سيدعمها رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط فيها. في موازاة ذلك، اعتبرت فرنسا ان تحقق الاممالمتحدة من انسحاب الجيش السوري من لبنان يعتبر"تقدماً"الا انها أشارت الى بقاء"شكوك"في شأن الرحيل الفعلي والكامل لعناصر الاستخبارات السورية من لبنان. كما تبنى الكونغرس الاميركي قراراً يدعو الى اجراء انتخابات حرة في لبنان وانسحاب الاستخبارات السورية منه. راجع ص 2 و3 على الصعيد الانتخابي، يفترض ان ينسحب فشل التوافق على تشكيل لائحة موحدة في دائرة بعبدا - عاليه والتي كانت محور مفاوضات متواصلة على مدى ثمانية ايام بين عون، عبر مندوبين عنه، وبين"اللقاء الديموقراطي"و"تيار المستقبل"الذي يتزعمه سعد رفيق الحريري، على مناطق أخرى. إذ ان"تيار المستقبل"ابلغ العماد عون ان هذا الفشل يعني ان لا إمكان للتحالف معه في دائرتي الشمال الانتخابيتين وفي زحلة والبقاع الغربي. اما التحالفات بين عون ورئيس"حركة التجدد الديموقراطي"نسيب لحود والرئيس السابق امين الجميل و"القوات اللبنانية"و"لقاء قرنة شهوان"في المتن الشمالي وكسروان - جبيل فينتظر الاتصالات مع هذه الأطراف. وكان عون أعلن انه لا يربط بين فشل مفاوضاته مع موفد جنبلاط النائب مروان حمادة، باستمرار البحث مع"تيار المستقبل"، الذي مثله في الاجتماع الأخير ليل اول من امس النائب غطاس خوري الى جانب حمادة. وقال عون انه قرر المعركة في عاليه - بعبدا"بعد ان لاحظنا ان المفاوضات أخذت طابع الصفقة... ولذلك قررنا ان نحتكم الى الشعب اللبناني في هذه الدائرة". وبرر عون قراره بالقول ان"طبيعة الديموقراطية هي التنافس. اما التوافق فهو أكره الحلال...". وأوضح ان الاحصاءات تدل الى انه يستطيع ان يربح المعركة في قضاء بعبدا وأن في عاليه"الأمور متقاربة، فلنتقاسم الشقين ...". وانتقد عون الذي شدد على حقه في اقتراح مرشحين من خارج الطائفة المسيحية"احتكار جنبلاط للدروز"طرح في احدى مراحل التفاوض مرشحاً من الدروز رفضه جنبلاط. وأكد ان المعركة في عاليه - بعبدا تعني معركة ايضاً في دائرة الشوف وأماكن أخرى حيث يترشح جنبلاط. وإذ شدد عون على حقه في دعم مرشحين من الدروز والشيعة، قال ان رفض جنبلاط هو"عزل لصديق لي وهذه كانت احدى العقد". ودعا الى محاربة الطائفية ببرنامج سياسي مختلط. وحين سئل عن امكان تحالفه مع رموز حليفة لسورية، بعد فشل تحالف المعارضة، قال إنه كان مضطهداً من تيار الحريري وجنبلاط و"امل"و"حزب الله"لأنه فوق السقف السوري"ونحن الوحيدون لم نكن يوماً رموزاً لسورية لكن المتبقين في شكل او آخر رموز سورية... وجنبلاط سبق ان قال ان المختارة بوابة دمشق". وأكد انه ليس معزولاً"طالما الشعب معي". وفي باريس أ ف ب، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتي، تعلقياً على تقرير البعثة التابعة للامم المتحدة المكلفة التحقق من الانسحاب السوري والذي رفعه الجنرال السنغالي الحاجي محمد كنجي انهى مهمته في 11 الشهر ورفع تقريره الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان البعثة"تؤكد انسحاب وحدات الجيش السورية وعتاده. وهذا يمثل تقدما في تطبيق القرار 1559 الصادر عن مجلس الامن". لكنه اضاف:"اننا نسجل من جهة ثانية ان شكوكاً لا تزال قائمة وينبغي تبديدها وتتعلق بالرحيل الفعلي والكامل لاجهزة الاستخبارات السورية"من لبنان. وكان الكونغرس الاميركي تبنى ليل اول من امس قراراً يدعو الى اجراء انتخابات حرة في لبنان والى انسحاب الاستخبارات السورية من البلاد. واغتنمت النائبة الجمهورية ايلينا روس - لتينن فرصة النقاش للاشادة بالانتخابات اللبنانية التي ستبدأ الاحد، معتبرة"انها ليست سوى البداية لرحلة نحو السيادة التامة والحكم الديموقراطي الحر... ويتعين علينا ان نمنع التلاعب بعملية التسجيل في اللوائح الانتخابية الذي من شأنه ان يتيح لسورية الاحتفاظ بنفوذ في السياسة اللبنانية". وأشادت بالشعب اللبناني"الذي كان مصدر وحي لنا جميعاً".