استبعدت مصادر مغربية طرح ملف الصحراء أمام القمة المغاربية التي تستضيفها طرابلس مطلع الأسبوع. وقالت إن هذه القضية لم تطرح في أي من القمم المغاربية، بما في ذلك التي عقدت في الجزائر. ورأت أن مرجعية الاتحاد المغاربي تكمن في المعاهدة التأسيسية التي نصت على احترام سيادة ووحدة الدول الأعضاء، إضافة الى رفض استخدام أراضي أي دولة لشن هجمات أو ايواء حركات معارضة لأي من الدول الأعضاء. لكن صحيفة"العلم"المغربية التي يصدرها"حزب الاستقلال"المشارك في الحكومة، عابت على الجزائر أمس ما وصفته ب"وجود مساحات ضوئية بين ما تعلنه في رغبتها في اقامة مغرب عربي قوي، وبين ما تقوم به فعلاً من أجل تحقيق الهدف الكبير". وانتقدت تصريحات الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لجهة وصفه نزاع الصحراء بأنه"قضية تصفية استعمار"، ورأت أن"العادة أقوى من التعود". وتعتبر هذه المرة الأولى التي يصدر فيها انتقاد مغربي علني لتصريحات الرئيس بوتفليقة منذ اتفاق البلدين على تحسين علاقاتهما الثنائية في ضوء القمة التي كانت جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس بوتفليقة في الجزائر على هامش القمة العربية في آذار مارس الماضي، إذ ردت الجزائر على قرار المغرب الغاء التأشيرة على الرعايا الجزائريين بموقف مماثل، وإن كانت رأت أن معاودة فتح الحدود تحتاج الى وقت وجهد أطول. وتسربت وقتها معلومات ان البلدين اتفقا على وقف الحملات الإعلامية وتهيئة الأجواء لتطبيع أشمل يبدأ بفصل نزاع الصحراء عن مسار العلاقات الثنائية ومساعي تفعيل البناء المغاربي. لكن تصريحات الرئيس بوتفليقة التي ضمنها برقية تهنئة الى زعيم جبهة"بوليساريو"محمد عبدالعزيز في الذكرى ال32 لتأسيس الجبهة، بدت لأكثر من مراقب خارج سياق ذلك الاتفاق، وإن ذهب أحد الديبلوماسيين المغاربيين الى اعتبارها"تجاوزاً"لأي حرج كون بعض المخاوف بدا على قياديين في الجبهة حيال إمكان"تمرير الانفراج في العراقات المغربية الجزائرية على حسابهم". وأعاد الديبلوماسي القول إن قياديين في"بوليساريو"سبق لهم أن سمعوا"نصائح بهذا الشأن"ابان فترة تحسين العلاقات بين الرباطوالجزائر في عهد الرئيس السابق الشاذلي بن جديد. وكان لافتاً في هذا السياق أن مبعوثاً من العاهل المغربي حمل رسالة الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في اليومين الأخيرين، ما يحمل على الاعتقاد أن زيارة الوزير المنتدب في وزارة الخارجية الطيب الفاسي الفهري الى ليبيا كان هدفها الاحاطة بالمعطيات التي تنعقد فيها القمة المغاربية، وإمكانات التنسيق بين الاتحاد المغاربي وتجمع بلدان الساحل والصحراء في قمته المرتقبة الشهر المقبل، كون المغرب انتسب اليه استجابة لرغبة ليبيا، ولا يزال يرفض الانضمام الى الاتحاد الافريقي إلا في حال تعليق عضوية"الجمهورية الصحراوية".