سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وثائق سرية تؤكد أن بوش وبلير عزما على اطاحة صدام قبل 9 أشهر على الاقل من الحرب . الاستطلاعات تؤكد حتمية فوز بلير بالانتخابات رغم هيمنة شبح حرب العراق على آخر ايام الحملة
قبل أربعة أيام من الانتخابات العامة في بريطانيا، بدا ان رئيس الوزراء توني بلير يقود حزب العمال الحاكم الى فوز حتمي بولاية ثالثة في السلطة، على رغم انعكاسات حرب العراق التي اضرت بصدقية رئيس الوزراء لجهة عدم العثور على اسلحة الدمار الشامل التي اكد وجودها اكثر من مرة قبل الدخول في الحرب. وعادت قضية العراق لتخيم بقوة على الانتخابات بعد نشر وثائق امس، تؤكد ان بلير وحليفه الرئيس الاميركي جورج بوش، عقدا العزم على اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين قبل تسعة أشهر على الاقل من شن الحرب، ما يعني انهما لم يكونا راغبين في اعطاء فرصة للسبل الديبلوماسية. رجحت خمسة استطلاعات للرأي نشرت نتائجها في بريطانيا امس، اي قبل اربعة ايام من الانتخابات الاشتراعية التي تجرى الخميس المقبل، فوز حزب العمال بقيادة رئيس الوزراء توني بلير على حزب المحافظين المعارض، بفارق يراوح بين ثلاث وثماني نقاط. وأشار استطلاع اجرته مؤسسة"يوغوف"ونشرت نتائجه صحيفة"ذي صنداي تايمز"الى ان حزب العمال سيحصل على 36 في المئة من اصوات الناخبين، في مقابل 33 في المئة للمحافظين اكبر احزاب المعارضة و32 في المئة للديموقراطيين الاحرار الليبراليين ثاني احزاب المعارضة. وفي حال جاءت نتائج الانتخابات مطابقة لتلك النسب، يشغل حزب العمال 369 مقعداً في مجلس العموم البرلمان، في مقابل 181 مقعداً للمحافظين و56 مقعداً للديموقراطيين الاحرار. وبذلك يتمتع العماليون بغالبية 29 مقعداً، علماً ان هذا العدد اقل بكثر من غالبية 161 مقعداً التي حصلوا عليها في انتخابات حزيران يونيو 2001. وأظهر استطلاع آخر نشرته صحيفة"ذي اندبندنت اون صنداي"ان حزب العمال سيحصل على 93 في المئة من الاصوات، في مقابل 13 في المئة للمحافظين و32 للديموقراطيين الاحرار. كذلك نشرت صحيفة"ذي اوبزرفر"نتائج استطلاع اجرته مؤسسة"موري"وشمل ناخبين اكدوا انهم سيدلون بأصواتهم الخميس. ورجح هذا الاستطلاع حصول حزب العمال على تأييد 63 في المئة من هؤلاء الناخبين، في مقابل 33 في المئة للمحافظين و22 في المئة للديموقراطيين الاحرار. وأفاد استطلاع لمعهد"آي سي ام"نشرت صحيفة"ذي صنداي تلغراف"نتائجه، ان العماليين سيفوزون ب39 في المئة من الاصوات، في مقابل 13 في المئة للمحافظين و22 في المئة للديموقراطيين الاحرار. وقالت الصحيفة انه اذا تأكد هذا الفارق من ثماني نقاط خلال التصويت، سيحصل حزب العمال على 146 مقعداً اكثر من تلك التي سيشغلها المحافظون. ويسجل بذلك انتصاراً كبيراً في الانتخابات الاشتراعية للمرة الثالثة على التوالي. وأخيرا، ذكرت صحيفة"ذي ميل اون صنداي"استناداً الى استطلاع لمؤسسة"بي بي آي اكس"ان حزب العمال البريطاني سيفوز ب73 في المئة من الاصوات في مقابل 33 في المئة للمحافظين و21 في المئة للديموقراطيين الاحرار. ويتوقع ان تتقاسم الاحزاب الاخرى نسبة ال9 في المئة من الاصوات المتبقية. حرب العراق ...الجدل الرئيسي وبعد اسبوع من الجدل في شأن قرار بلير المشاركة في الحرب على العراق، اشار استطلاع للرأي نشرت"ذي صنداي تايمز"نتائجه، ان 46 في المئة من البريطانيين يعتقدون ان بلير"كذب"في شأن دوافع الحرب، فيما يرى 50 في المئة انه ليس رئيساً جيداً للحكومة. الا ان الاستطلاع يكشف ان 26 في المئة فقط من الناخبين، يرون ان زعيم المعارضة مايكل هاوارد سيكون رئيساً جيداً للحكومة، في مقابل 52 في المئة يعتقدون ان زعيم الديموقراطيين الاحرار تشارلز كينيدي لن يكون قادراً على ادارة الحكومة. وجاء في وثائق بريطانية سرية تم تسريبها الى"ذي صنداي تايمز"أن بوش وبلير كانا عازمين على اطاحة صدام حسين قبل تسعة أشهر على الاقل من شن الحرب. وتترك هذه الوثائق تأثيراً في الحملة الانتخابية ولو لم تؤد الى هزيمة لبلير الذي ردد دوماً أنه لم يلتزم بمهاجمة العراق قبل اعطاء صدام فرصة أخيرة للتخلي عن أسلحة الدمار الشامل، اضافة الى تأكيده أن"تغيير النظام"في بغداد لم يكن هدفه ابداً. هجوم المعارضة ووجه زعيم المحافظين مايكل هاوارد مزيداً من الانتقادات الحادة لرئيس الوزراء، واتهمه في مقابلة مع"ذي صنداي تلغراف"بخداع فريقه الحكومي وتضليل البرلمان في شأن الحرب. وقال هاوارد:"ما الاسوأ؟ اتهام شخص بالكذب ام جر البلاد الى الحرب على اساس الكذب؟". وأضاف:"اياً كانت النتائج لا يمكنكم الاستمرار في موقف يعتبر من المشروع خداع الحكومة وتضليل مجلس العموم وقائد اركان الجيش ... الحكومة لا تدار بهذه الطريقة". الى ذلك، توقع زعيم الديموقراطيين الاحرار تشارلز كينيدي الذي وعلى عكس المحافظين، عارض الحرب على العراق، ان يصبح بلير في حال فوزه"بطة عرجاء"وهي عبارة يطلقها البريطانيون على المسؤولين الذين يواصلون القيام بمهماتهم موقتاً بعد هزيمتهم في الانتخابات بانتظار تولي الفائزين مهماتهم. وقال كينيدي خلال تجمع انتخابي في بركشير:"اذا كان بلير لم يثق بمجلس العموم لتقديم كل المعلومات في شأن الحرب على العراق واذا لم يثق بالبرلمان، لماذا يعطيه المواطنون ثقتهم؟". وتابع:"الحقيقة ان حرب العراق اساءت كثيراً الى سلطة بلير. واذا لم تبرأ ساحته، ستظل هذه القضية تلاحقه، حتى ولو فاز بولاية ثالثة، فسيكون بطة عرجاء في منصبه وسيظل العراق يلاحق ولايته الوزارية وشرعيته". سر فوز العمال ويفسر الخبراء سر تقدم العمال على رغم تراجع شعبية بلير نتيجة الحرب، بالقول ان النظام الانتخابي البريطاني يخدم مصلحة حزب العمال الى حد كبير، وذلك بسبب التقسيم الانتخابي والتوزع الجغرافي للاحزاب. ويقول هؤلاء انه حتى اذا جاءت النتائج متساوية في صناديق الاقتراع، فإن العماليين سيشكلون غالبية في مجلس العموم غداة الانتخابات. وقال انتوني كينغ الاستاذ في جامعة العلوم السياسية في اسيكس جنوب انكلترا ان ناخبي حزب المحافظين متجمعون الى حد بعيد جغرافياً، ويتركزون في شكل رئيسي في شرق وجنوب شرقي البلاد، لذلك يفوز الحزب في عدد اقل من الدوائر. ففي 2001 كان المحافظون شبه غائبين عن ويلز واسكوتلندا حيث مثلهم نائب واحد في مقابل 89 للعماليين. الى ذلك، اذا كانت كل دائرة انتخابية تمثل مبدئياً 67 الف ناخب كحد وسطي، فالواقع مختلف، ذلك ان الدوائر في اسكوتلندا وويلز تمثل 63 الفاً بينما الدوائر في انكلترا تمثل حوالى سبعين الفاً. والمحافظون متضررون من جراء هجرة البريطانيين الميسورين من المدن الى الضواحي الفخمة، مما يعزز تركز ناخبيهم في بعض المناطق المحدودة. وبات عدد الناخبين في الدوائر المحافظة، يفوق بستة آلاف شخص عدد الناخبين في الدوائر العمالية.