أظهر استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما في لندن أمس تغلّب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على انتقادات شرسة بسبب دعمه للحرب في العراق، وحفاظه على تقدمه قبل الانتخابات العامة البريطانية المقررة في 5 أيار مايو، في وقت وجه الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني رسالة مؤازرة لبلير وصفه فيها بأنه"بطل في مكافحة الاستبداد". وأوضحت المؤسسة الوطنية لاستطلاع الآراء في استفتاء أجرته لحساب صحيفة"إندبندنت"حصول حزب العمال برئاسة بلير على 40 في المئة مسجلاً زيادة ثلاث نقاط عن الأسبوع الماضي. وتراجع حزب المحافظين المعارض الرئيس نقطتين ليحصل على 30 في المئة، بينما لم تتغير النسبة التي حصل عليها حزب الأحرار الديموقراطيين والبالغة 20 في المئة. ورأت الصحيفة انه إذا تكررت هذه النسب يوم الانتخابات، يعود بلير إلى منصبه ليقضي فترة ثالثة على التوالي، متوقعة انخفاضاً بسيطاً في الغالبية التي يتمتع بها في البرلمان والبالغة 161 مقعداً لتصل الى نحو 150 مقعداً. وفي استطلاع آخر للرأي أجرته صحيفة"تايمز"ومحطة"آي تي في"التلفزيونية، حصل حزب العمال على 41 في المئة من الأصوات وحزب المحافظين 33 في المئة وحزب الأحرار الديموقراطيين 19 في المئة. تحوّل مرشح عمالي في المقابل، حوّل العضو المغمور في البرلمان البريطاني عن حزب العمال برايان سيغيمور ولاءه لينضم إلى الليبراليين المعارضين، واتهم بلير بالتخلي عن"مبادئ ليبرالية رئيسة"و"سرد أكاذيب تثير الغثيان"في شأن حرب العراق. ورحب زعيم الليبراليين الديموقراطيين تشارلز كينيدي بعضوية سيغيمور"في هذه اللحظة المحورية"من الانتخابات. دعم طالباني في موازاة ذلك، جاءت رسالة وجهها الرئيس العراقي الجديد جلال طالباني عبر صحيفة"ذا صن"للتخفيف من الضغوط التي يتعرض لها بلير، بوصفه رئيس الوزراء البريطاني بأنه"بطل في مكافحة الاستبداد". وتساءل طالباني الذي وصف سقوط صدام حسين بأنه احدى"أجمل مآثر بريطانيا"عن جدوى النقاش البريطاني في شأن تبرير الاجتياح العراقي، واصفاً الديكتاتور العراقي السابق بأنه"سلاح الدمار الشامل الأشد فتكاً بالعراق". وأشار طالباني أيضاً إلى مدى اندهاش العراقيين بمناقشات الغربيين في شأن أسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر عليها في العراق. ودعا الرأي العام البريطاني إلى الكف عن تركيز اهتمامه فقط على الجوانب السلبية للحرب.