تطورت حدّة الخلاف على صادرات المنسوجات بين الصين من جهة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة من جهة أخرى. إذ حذر رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروزو من ان"المفوضية مستعدة لاخذ مزيد من الخطوات، اذا تطلب الامر، لمواجهة الارتفاع الحاد في صادرات المنسوجات الصينية". وطلبت المفوضية"اجراء محادثات عاجلة في شأن القمصان القطنية التيشيرت وغزل الكتان قد تؤدي سريعاً إلى فرض قيود على واردات الدول الأعضاء ال25 في الاتحاد الأوروبي". وقال باروزو في مقابلة بثها راديو اوروبا-1،"هذه البداية فقط، ونحن مستعدون للذهاب الى أبعد من ذلك". وأضاف أن بروكسل ستأخذ قراراتها"بناءً على حقائق ملموسة". من جهة أخرى، اعلن وزير التجارة الصيني بو كسيلاي أمس، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس، ان"التدابير الحمائية التي اتخذتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي للحد من صادرات النسيج الصينية جائرة ومخالفة لقواعد المنظمة العالمية للتجارة". وقال الوزير الصيني أثناء حديث مع مجلة"فورتشن"في مناسبة عقد المنتدى العالمي في العاصمة بكين ان سياسة التمييز غير مسموحة"بموجب قواعد المنظمة العالمية للتجارة". وأضاف ان"هذه التدابير الحمائية التي اتخذتها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جائرة". واقترح المفوض الأوروبي لشؤون التجارة، بيتر ماندلسون، على بلدان الاتحاد"فتح مشاورات رسمية مع الصين"، تحت رعاية منظمة التجارة العالمية في جنيف، تهدف إلى وقف إغراق السوق الأوروبية بمنتجات الكتان وال"تيشيرت". وقال بيتر ماندلسون ان التحقيقات لا تزال متواصلة في شأن سبعة منتجات نسيج تصدرها الصين إلى السوق الأوروبية. وأكد ان"التحقيقات تجرى في شأن زيادة الواردات من الصين، بعد إلغاء نظام الحصص في مطلع العام الجاري، وتستهدف في شكل خاص مكافحة إغراق السوق". ورفض المفوض ماندلسون الربط بين القرار الذي سيعرضه على بلدان الاتحاد وإجراءات الحماية التي أعلنتها الإدارة الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي لتقييد دخول المنسوجات الصينية. صادرات البلدان الأخرى وتطاول عواقب ارتفاع صادرات المنسوجات الصينية واردات الاتحاد من سائر البلدان الأخرى. إذ أكدت المفوضية ان"الواردات من الهند وسريلانكا وبنغلادش قد تراجعت نتيجة إلغاء نظام الحصص التجارية على الصعيد العالمي منذ مطلع العام الحالي". ويجمع الخبراء على ان البلدان العربية المتوسطية المغرب وتونس ومصر، إضافة إلى تركيا وعدد من بلدان أوروبا الشرقية، تتضرر في شكل مباشر من إلغاء نظام الحصص"لأن صناعاتها لا تقدر على منافسة كميات الإنتاج التي تصدرها المصانع الصينية التي تتمع بامتيازات إنتاجية عالية وبتدني كلفة اليد العاملة". وذكرت إحصاءات نشرتها المفوضية ان"صادرات كل من المغرب وتونس ورومانيا من منتجات"التيشيرت"قد تراجعت 8 في المئة و22 في المئة و29 في المئة تباعاً، جراء زيادة صادرات الصين في الأشهر الأولى من 2005". إذ ارتفعت حصة الصين في منتجات ال"تيشيرت"من 7 في المئة في 2004 إلى 18 في المئة في غضون ثلاثة أشهر فقط. إعطاء الصين فرصة وتفادى المفوض الأوروبي اعتماد"أسلوب التصعيد"، وأوضح في مؤتمر صحافي عقده في بروكسيل ان المشاورات الرسمية مع بكين تعني"إطلاق مباحثات عاجلة بين الاتحاد والصين لإيجاد أفضل السبل لخفض الواردات الصينية من المنتجات المعنية في التحقيقات". ولم يستبعد ان تشير نتائج التحقيقات إلى"وجود إغراق في السوق في الكثيرمن الصادرات النسيجية". وينتظر من الصين ان تستخدم فترة المشاورات التي تمتد على مدى تسعين يوماً وفقاً لقوانين منظمة التجارة العالمية،"لاعداد واقتراح إجراءات بهدف الحد من صادراتها ووقف ممارسات إغراق السوق". وفي حال تحفظت الصين عن اتخاذ المبادرة من جانب واحد، فان المفوضية ستكون مؤهلة لاتخاذ تدابير حماية ضد الصادرات الصينية المعنية خلال السنة الجارية. ولاحظت المفوضية الأوروبية ان"الإجراءات التي اتخذتها الصين في بداية العام للحد من عمليات إغراق السوق كانت معدومة الجدوى". لكن الصين أعلنت الأسبوع الماضي أنها"ستصدر مجموعة إجراءات قوية تبدأ مفاعيلها في غضون شهر". نتائج الإحصاءات وتفيد نتائج التحقيقات بأن صادرات الصين من منتجات ال"تيشيرت"ارتفعت بنسبة 187 في المئة في الفصل الأول من 2005 مقارنة بالفترة نفسها من 2004. وصادرات خيوط الكتان 56 في المئة في الفترة نفسها. وقال ماندلسون ان"زيادة الصادرات الصينية من السلعتين أدت إلى تدهور الإنتاج الأوروبي وتدهور مستويات التشغيل في القطاعين المعنيين". وتضررت تحديداً مصانع ال"تيشيرت"في كل من اليونان والبرتغال وسلوفينيا إذ تراجع إنتاجها 12 في المئة و25 في المئة و 50 في المئة، على التوالي. كما انخفض الإنتاج الأوروبي من خيوط الكتان بنسبة 25 في المئة وتراجعت نسبة العمالة في القطاع نفسه 13 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.