يحاول المفوض الأوروبي للتجارة ونظيره الصيني اليوم الأحد في بكين التوصل إلى حلول وسط حول أزمة كميات المنسوجات الصينية المحتجزة منذ أسابيع في مستودعات الجمارك الأوروبية. ويخشى الجانب الأوروبي أن تؤثر صعوبات مفاوضات النسيج واختلاف مواقف البلدان الأوروبية في ما بينها سلباً في أجواء القمة الأوروبية - الصينية التي تحتضنها العاصمة الصينية غداً الاثنين. وتبحث القمة مسائل الحوار السياسي والوضع العالمي لأسواق الطاقة والتعاون العلمي والتجارة. وعشية توجهه إلى بكين، تحدث المفوض الأوروبي للتجارة بيتر ماندلسون عن"وجود أرضية للتوصل إلى اتفاق في ما بين البلدان الأوروبية حول مقترحات كانت قدمتها المفوضية في مطلع الأسبوع لتسريح كميات المنسوجات الصينية"التي تحتجزها الجمارك الأوروبية لأنها تفوق الحصص المحددة في اتفاق المفوضية والصين في 10 حزيران يونيو الماضي. وتساند المفوضية تسريح كميات المنسوجات ومراجعة شروط تنفيذ الاتفاق المعني. لكن تفاؤل المفوض ماندلسون كان محدوداً واعترف"بصعوبة التوصل إلى اتفاق في ما بين بلدان الاتحاد حول طبيعة وأهداف المفاوضات مع الصين في شان تجازوها السقف المحدد". وتتواصل المشاورات بين البلدان الأوروبية في غضون نهاية الأسبوع في بروكسيل. ورأى مراقبون ان المفوض ماندلسون"ذهب إلى الصين من دون تفويض كامل لأسباب استمرار الخلافات بين البلدان الأعضاء وانقسامها بين بلدان الشمال الموردة للمنسوجات وبلدان جنوب الاتحاد التي تمتلك قدرات إنتاج كبيرة". وتواجه المنسوجات الأوروبية منافسة شديدة خصوصاً من الصين تزايدت على اثر تحرير تجارة المنسوجات على الصعيد العالمي منذ مطلع شهر كانون الثاني يناير 2005. وتحتجز الجمارك الأوروبية منذ أسابيع في ميناء كل من أنفير بلجيكا ولوهافر فرنسا نحو80 طناً من الملابس والمنسوجات من سبعة أنواع لأنها تجاوزت سقف الحصص التي حددها الجانبان الأوروبي والصيني في اتفاق شانغهاي في 10 حزيران يونيو 2005. ويقتضي الاتفاق التزام المصدرين الصينيين عدم إغراق السوق الأوروبية وقبول تحديد سقف للكميات التي تدخل السوق الأوروبية إلى عام 2007 حتى تتمكن المؤسسات الأوروبية معاودة هيكلتها وفق المعطيات التي افرزها تحرير تجارة المنسوجات. ويبدو أن مشكلة تزايد الصادرات الصينية كانت نتيجة سوء إدارة اتفاق 10 حزيران الذي دخل حيز التنفيذ في 12 تموز يوليو الماضي. فالكثير من الموردين الأوروبيين استبقوا موعد تنفيذ الاتفاق لاستيراد كميات تتجاوز الحصص المحددة ويضغطون اليوم من أجل تسريح وارداتهم حتى يتمكنوا من تزويد المحلات التجارية في موسم العودة المدرسية والتمهيد لاحتفالات نهاية العام. وبينما تساند ألمانيا وهولندا والسويد تسريح الكميات المحتجزة على رغم تجاوزها السقف المحدد في الاتفاق فان البلدان المنتجة مثل فرنسا وأسبانيا وإيطاليا واليونان تطالب بحسم الكميات المحتجزة من حصص الواردات في عام 2006 وهو ما لم تقبله الصين بعد. وتستند الصين إلى اتفاقات منظمة التجارة العالمية حول تحرير تجارة المنسوجات لكنها تواجه من أخرى شكاوى بإغراق الأسواق. وتواجه الصين المشكلة نفسها مع الولاياتالمتحدة حيث أخفق المفاوضون الأميركيون والصينيون اخيراً في التوصل إلى حل لتقييد الصادرات الصينية من المنسوجات.