سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صفير لا ينوي تشجيع مقاطعة الانتخابات وتشدد بري يحبط محاولة ميقاتي ترتيب تسويات . لبنان بين احتواء الاحتقان وتعذر المخارج ومتظاهرون في ساحة الشهداء يهتفون للزرقاوي
تركزت الاتصالات في لبنان امس، على تنفيس اجواء الاحتقان الطائفي التي تصاعدت خلال الساعات الماضية بعد بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي انذر بأن اجراء الانتخابات على اساس قانون العام 2000"الجائر"له عواقب وخيمة، وأبلغ البطريرك الماروني نصر الله صفير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي انه لا ينوي في اعتراضه على قانون الانتخاب، ان يدعو الى مقاطعة الانتخابات وأنه يدرك ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها. راجع ص 2 و3 وفيما قام ميقاتي بمسعى لدى صفير ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، استمرت الوفود الشعبية والسياسية بالتقاطر الى مقر البطريركية المارونية، مؤيدة موقفها من قانون الانتخاب وأبرزها الرئيس السابق امين الجميل وعدد من اعضاء"قرنة شهوان". ودعا الجميل الى معالجة الموقف بالحوار، مؤكداً وحدة المعارضة. وبينما كان ميقاتي مجتمعاً مع البطريرك الماروني نصرالله صفير من اجل البحث في سبل استيعاب الوضع السياسي المتوتر، تظاهر اهالي موقوفي الضنية ومجدل عنجر الملاحقين قضائياً بتأليف تنظيمات اسلامية واشتبك بعضهم بالجيش آخر العام 1998، امام الجامع العمري الكبير وسط بيروت مطالبين بالعفو عنهم، وهتف قلة من المتظاهرين الملتحين لأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وهاجموا اميركا، فيما رفع الآخرون شعارات طالبت برفع الظلم عن الموقوفين. ودخلت الجهات الدولية على خط الاتصالات للتأكيد على نصيحة اجراء الانتخابات في موعدها، وإضافة الى الاتصالات التي اجراها سفيرا اميركا جيفري فيلتمان وفرنسا برنار ايمييه في هذا الصدد اجرى المبعوث الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن اتصالات بميقاتي والنائب مروان حمادة، وأوفد مدير مكتب الإعلام للأمم المتحدة في بيروت نجيب فريجي الى البطريرك صفير، وسلمه رسالة تركز على اهمية اجراء الانتخابات في موعدها، وعلمت"الحياة"ان لارسن دعا صفير الى المساهمة في تهدئة الأجواء وشدد على وجوب البحث عن حلول وسط، مشيراً الى ان البرلمان الجديد سيكون مؤهلاً لإجراء تغييرات في قوانين الانتخاب. كما طالب لارسن صفير بإعلان دعمه لإجراء الانتخابات في مواعيدها مع تفهمه لدوافع بيان مجلس المطارنة الموارنة كونه يضمر السعي الى تهدئة المسيحيين على رغم التوتر الذي حصل في الشارع المسلم وهو ما لم يكن البطريرك يقصده لا هو ولا مجلس المطارنة. وأكد لارسن في رسالته الى صفير ان موقف الأخير الدائم بأن المسيحيين شركاء المسلمين في بناء لبنان هو المسألة التي يفترض ان تطغى على السجال القائم. وكان ميقاتي حينما زار صفير صباحاً يرافقه الوزيران طارق متري ودميانوس قطار اكد ان الهم الرئيس هو تنفيس اجواء الاحتقان، لأنها تؤثر في الاستحقاق الانتخابي الذي تعهدت الحكومة بإجرائه في موعده. وقالت مصادر رسمية ل"الحياة"ان صفير اكد لرئيس الحكومة انه ليس ضد اجراء الانتخابات في موعدها لكن هناك اجواء غير سليمة في البلاد بسبب قانون الانتخاب مؤكداً انه سمع ملاحظات عدة على القانون وعلى الطريقة التي ستجري فيها الانتخابات وهناك مناخات ضاغطة في هذا الصدد اوجبت ابداء الملاحظات التي"طرحناها". وأوضح ميقاتي ان الوقت قد لا يسمح بالأخذ ببعض هذه الملاحظات خصوصاً ان باب الترشيح بالنسبة الى المرحلة الأولى في بيروت سيقفل منتصف الليل امس وأشار صفير الى إمكان اجراء الانتخابات في بيروت ثم إدخال تعديلات على القانون بالنسبة الى مناطق اخرى، لكن ميقاتي اوضح ان هذا يعرّض الانتخابات للطعن باعتبارها بدأت على قانون واستمرت بقانون آخر. ونقلت المصادر عن ميقاتي قوله ان اعتماد القضاء دائرة انتخابية على اساس قانون 1960 متعذر. وعندها طرح ميقاتي اقتراح اعتماد تقسيم كل محافظة الى 3 دوائر أي تصغير المحافظات في شكل تكون قريبة من الأقضية. وحينما انتقل ميقاتي الى منزل بري لطرح الاقتراح عليه، عاد فأكد ان هذا يتطلب تأجيلاً للانتخابات، وأنه لا يتحمل مسؤولية هذا التأجيل، في مقابل تأكيده انه سيصر على اعتماد المحافظة مع النسبية. وتواصلت الاتصالات ليلاً، فأوفد ميقاتي الوزيرين متري وقطار للقاء صفير، ثم عادا فاجتمعا مع رئيس الحكومة. وعلى هامش هذه الاتصالات جرت اتصالات اخرى للسعي الى تضمين مرشحين مسيحيين في بعض اللوائح يمثلون التنظيمات الرئيسة في المعارضة.