سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الخارجية الألماني شدد على"حاجة"اسرائيل للتفوق العسكري . أولمرت ينتقد في برلين مواقف المستشار شرودر ويثني على فيشر "تفهمه المسؤولية التاريخية لألمانيا"
ميّز نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت، في تصريح هو الأول من نوعه يدلي به مسؤول اسرائيلي كبير علناً، بين موقف المستشار الالماني غيرهارد شرودر وموقف وزير خارجيته يوشكا فيشر من دعم اسرائيل. وانتقد اولمرت في مقابلة مع صحيفة"هاندلسبلات"نشرت اليوم لمناسبة مرور 40 سنة على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، الدعم السياسي غير الكافي المقدم من شرودر الى الدولة اليهودية و"عدم اتخاذه موقفاً واضحاً الى جانبها بعد اعلان الحرب عليها"من جانب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات و"عدم تحركه الكافي أيضاً لمواجهة محاولات ايران الحصول على قدرات نووية". وفي المقابل كال اولمرت المديح لوزير الخارجية فيشر قائلا:"انه يفهم المسؤولية التاريخية لالمانيا". وكان فيشر تسلم اول من امس في برلين من يد رئيس المجلس المركزي لليهود في المانيا باول شبيغل جائزة"ليو بيك"تقديراً لدوره كوسيط في أزمة الشرق الأوسط ولكونه صديقاً حميماً لليهود واسرائيل. وتساءل اولمرت بعدما اعترف بأن المانيا فعلت الكثير من أجل اسرائيل عما اذا كان ذلك يكفي ليجيب ب"لا"، ملاحظاً ان المانيا"لم تمارس كما يجب مسؤوليتها الخاصة ازاء اسرائيل". وانتقد المسؤول الاسرائيلي بدرجة أساسية النقص في تأييد المانيا لاسرائيل في نزاعها مع الفلسطينيين، قائلا ان المستشار شرودر"لم يتخذ موقفا واضحا كل الوضوح عندما اعلن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الحرب على اسرائيل". وأضاف:"أنا لا أقول ان المانيا هي من الدول الاسوأ في اوروبا لهذه الناحية، بل يوجد اسوأ منها، لكن المانيا لم تقم بما فيه الكفاية". واشتكى من أن الحكومة الالمانية"تتخذ القليل من الخطوات ضد محاولات ايران بناء قدرات نووية". الى ذلك جدد الوزير فيشر في مقابلة تنشرها مجلة"دي تسايت"الاسبوعية اليوم ما ذكره في حفلة تسلمه جائزة"ليو بيك"كلامه"عن ضرورة وجود تفوق عسكري لاسرائيل على جيرانها". وقال ان لديه انطباعاً بأن الكثير من الناس في اوروبا، وليس في المانيا فقط،"لم يدرك بما فيه الكفاية بعد لماذا تحتاج اسرائيل الى وضع عسكري متفوق"، مشيراً الى ان جيران اسرائيل العرب"لم يعترفوا فعلياً أبداً بوجود اسرائيل، ما جعلها تكافح باستمرار من أجل حقها في الوجود، الامر الذي يفترض وجود تفوق عسكري لمصلحتها". وتابع ان الاسرائيليين"لا يثقون كثيرا"في الاوروبيين على عكس الموقف من الاميركيين. وأضاف فيشر انه لا يكشف سرا اذا قال ان الاسرائيليين يضعون علامات استفهام حول الاوروبيين. واستدرك قائلا:"لا حق لهم في ذلك، لكن يتوجب ان يدفع الامر الاوروبيين الى اعادة التفكير لأن من مصلحة أوروبا الكاملة ان تعيش اسرائيل في حدود آمنة". ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية مطلعة في برلين ان يكون جزء من غضب الحكومة الاسرائيلية من المستشار الالماني يعود الى النهج السياسي والاقتصادي والثقافي والاعلامي المكثف والمتعدد الاطراف الذي تنتهجه حكومته مع العالم العربي منذ حرب العراق. كما لم تستبعد ان يكون وراء انتقاد شرودر بهذه الطريقة ما لم يقله اولمرت وهو فشل حكومته حتى الآن في اقناع برلين بالتوقيع على اتفاق مشترك لبناء غواصتين جديدتين لاسرائيل من نوع"دلفين"خلال ذكرى مرور 40 سنة على قيام العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين التي تصادف اليوم. وربطت هذه المصادر بين عدم تحقيق الرغبة الاسرائيلية في الحصول على غواصتين يمكن تجهيزهما بمنصات صواريخ تحمل رؤوساً نووية، كما فعلت مع الغواصتين السابقتين، وبين كلام فيشر عن"ضرورة تأمين تفوق عسكري"لاسرائيل على جيرانها العرب.