انتقد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الحكومة الالمانية ووزير خارجيتها يوشكا فيشر على الدور الذي يلعبانه في أزمة الشرق الأوسط، داعياً اياهما الى وقف علاقاتهما مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي اعتبره "العقبة الكبرى على طريق السلام". لكن شارون أثنى في مقابلة اجرتها معه صحيفة "بيلد" الألمانية أمس على الوساطة التي تقوم بها المانيا لتبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله" اللبناني. وطالب اوروبا بأن توضح للفلسطينيين بأنهم "لن يحصلوا على كل ما يريدونه". وعن اضطراره الى تأجيل زيارته لألمانيا، اكتفى شارون بالقول انه "يأمل بزيارة المانيا مطلع العام المقبل للاجتماع مع المستشار غيرهارد شرودر، الا انه لا يوجد موعد محدد بعد". وكان شارون الغى من دون اعلان، زيارته لألمانيا تعبيراً عن استيائه من موقفها الذي يحمّل اسرائيل مسؤولية الجمود الخطر في أزمة الشرق الأوسط. وبعد إلغاء الزيارة، انتقد فيشر بشدة اصرار اسرائيل على مواصلة بناء جدار الفصل، معتبراً انه يمكن ان يشكل "رصاصة الرحمة" للدولة الفلسطينية. ووجه شارون كلامه الى وزير خارجية المانيا قائلاً: "صحيح ان فيشر يبذل جهوداً كبيرة لتحريك عملية السلام الى أمام، لكن عليه ان يفهم ان على أوروبا ان لا تعطي عرفات الانطباع بأنها تدعمه". واضاف ان حكومته "تأمل بأن تغير الحكومة الالمانية والاتحاد الأوروبي موقفهما من ياسر عرفت لأنه يشكل العقبة الكبرى على طريق السلام". وتحدث عن علاقات اسرائيل مع المانيا، فقال انها "علاقات ثقة كبيرة حتى ولو لم نتفق على كل المسائل. وحالياً تساعدنا المانيا في الدرجة الأولى في المفاوضات لإطلاق سراح جنود اسرائيليين، اعتقلهم "حزب الله" كرهائن فى لبنان". واضاف ان على الحكومة الالمانية "ان تفهم في الوقت نفسه ان الاتصالات مع ياسر عرفات لا تساعد على تطوير عملية السلام". واعرب عن أمله بأن تواصل الحكومة الألمانية داخل الاتحاد الأوروبي "معارضة اية عقوبات اقتصادية" على اسرائيل. وقال شارون رداً على سؤال ان بلاده لا تفهم "لماذا لم يضع الاتحاد الأوروبي "حزب الله" الخطر على لائحة المنظمات الارهابية حتى الآن، كما لا تفهم لماذا في امكان "حماس" جمع أموال في دولة على رغم وضعها على اللائحة". وطالب بأن تضغط اوروبا بصورة أكبر على الفلسطينيين "الذين عليهم ان يفهموا انهم لن يحصلوا على كل ما يريدونه اليوم، كما يجب ان توضح لهم انهم لن يحصلوا على دولة خاصة بهم اذا لم يوقفوا الارهاب".