قال النائب في البرلمان اللبناني سعد الحريري، ان تحوله"القسري"من عالم الاعمال الى معترك السياسة بعد اغتيال والده، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري،"كان قراراً مؤلماً"، لكنه جاء تلبية لطلب وطموحات اللبنانيين في كشف الحقيقة واستكمالاً لمسيرة والده. وخاطب المئات من القيادات العربية الشابة التي التقت في دبي لمناقشة همومها وتحديات المرحلة المقبلة الاقتصادية والسياسية، لا سيما في حقبة"العولمة"التي تهب رياحها على العالم العربي، قائلاً ان ابتعاده عن عالمهم ودخوله المعترك السياسي لم يكن هدفه المطالبة بالثأر لمقتل والده، لكنه جاء تحت شعار"المطالبة بالحقيقة والعدالة لحماية لبنان من الحقبة"السوداء"التي عاشها بعد الاغتيال". وأشار الى ان القرار كان"مؤلماً وصعباً، لأن جسر العبور من عالم الاعمال الى عالم السياسة ارتبط بالمأساة الوطنية والشخصية الكبرى التي عشناها كعائلة وعاشها لبنان والاشقاء العرب". وتعهد الحريري ان يحذو حذو والده في نهج البناء والاصلاح ومكافحة التخلف. مشيراً الى ان"نهج رفيق الحريري الوطني والاخلاقي والحضاري والانساني، استمدها وتعلمها من هذه المنطقة الطيبة من العالم العربي منطقة الخليج، ومن شعبها المميز بحكمته وفروسيته وصلابة ارادته". ولم يغفل الحريري الاشادة بانجازات المدينة التي تستضيف المنتدى الذي اختتم اعماله امس، فقال انه لو اراد اختصار النجاح في كلمة، لاختار دبي، ولو اراد اختيار شخص له الفضل في تحويل بلده الى مركز للمال والاعمال لاختار ولي عهدها محمد بن راشد آل مكتوم. وفي ما يتعلق بلبنان، تعهد بانه سيعمل لاستكمال"النهوض بلبنان كمجتمع متنوع ومنفتح ومعتدل، يؤمن بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وكدولة حديثة سيدة حرة مستقلة معنية بافضل العلاقات مع اشقائها العرب واصدقائها حول العالم". وكشف عن ان والده لم يكن بصدد تأسيس بيت سياسي او انشاء سلالة سياسية، ولم يكن يريد لأولاده دخول المعترك السياسي، لذلك"نشطت في عالم الاعمال، وركزت عليها، الى ان جاء زلزال اغتيال الحريري". وقال ان هذا الزلزال"هز الوطن والعائلة، ووضعها امام اسئلة كثيرة، أهمها: ماذا نفعل؟ هل انتهى رفيق الحريري في 14 شباط 2005؟ وهل نقدم هدية مجانية للمجرمين الذين خططوا ونفذوا الجريمة الارهابية بان لا نكمل مسيرته وتراثه؟" ولكن"الرد جاء من الشعب اللبناني في 14 آذار، وهو اليوم التاريخي في حياة لبنان، وعائلة الحريري، بانه يجب ألا نوقف مشروع رفيق الحريري". وأضاف:"ان هذا القرار لم يتخذ بقصد الثأر السياسي بل رفعنا شعار المطالبة بالحقيقة وانهاء الحقبة السوداء التي كانت تريد القضاء على الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان".