أشاد مدير مكتب التحقيقات الأميركية"اف بي أي"روبرت موللر ب"الانتصارات"التي حققتها سلطات الأمن السعودية في الشهور الأخيرة ضد خلايا وعناصر تنظيم القاعدة في المملكة، ونجاح أجهزة الأمن السعودية في ملاحقة ومواجهة واعتقال عناصر هذه الخلايا في المملكة. وقال في مؤتمر صحافي عقده أمس في الرياض قبيل مغادرته السعودية"ان أجهزة الأمن السعودية استطاعت أن تحقق خطوات واسعة وملحوظة في التصدي للإرهاب وضرب خلايا القاعدة". وقال ان"التهديد الإرهابي لا يزال قائماً في المملكة إلا أن قوات الأمن تتعامل معه بقوة وحزم". من جهة اخرى، اعتقلت السلطات السعودية أول من أمس مطلوباً أمنياً، في حي الخالدية شمال الزلفي 280 كلم شمال الرياض، من دون أن يبدي أي مقاومة لرجال الأمن، وجاء القبض على المطلوب اثر ضبط سيارة مسجلة باسمه في عملية نفذتها قوات الأمن في منطقة نفود الثويرات شمال الزلفي، في كانون الثاني يناير الماضي، بعدما اشتبكت مع أربعة من المنتمين للفئة الضالة أثناء هروبهم من خيمة نصبوها في الصحراء. وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ل"الحياة"، أن المطلوب الذي اعتقلته السلطات الأمنية أول من أمس في حي الخالدية في الزلفي كان على علاقة بالأشخاص الذي اشتبكت معهم قوات الأمن في نفود الثويرات، إذ ورد اسمه في التحقيقات الأمنية مع مطلوبين آخرين. وقال التركي:"كان المطلوب متوارياً عن الأنظار بعد أن ضبطت سيارة مسجلة باسمه استعملها ارهابيون في تنقلاتهم". الى ذلك، أشارت مصادر أمنية ل"الحياة"الى أن المطلوب كان يؤمّن للأشخاص الذين قتلوا في نفود الثويرات المعونة وأجهزة الكمبيوتر ومواد مختلفة من الدهان رصدتها الأجهزة الأمنية في كانون الثاني الماضي، وكانت في سيارة من نوع تويوتا هايلوكس، مسجلة باسمه. وكان رئيس مكتب التحقيقات الأميركية قام بزيارة إلى الرياض استغرقت نحو 16 ساعة، التقاه خلالها ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وعدد من مسؤولي الأمن. ونوّه موللر بالتعاون القائم بين بلاده والسعودية"الذي حقق الكثير من الخطوات المهمة على صعيد جهودنا المشتركة في الحرب على الإرهاب". وأشار إلى ان هذا التعاون"يأخذ أشكالاً مختلفة سواء على صعيد تبادل المعلومات أو على صعيد محاربة عمليات تمويل الإرهاب". وقال:"تغلبنا على عدد من العقبات للعمل معاً في إطار ثقافتينا ونظامينا القضائيين المختلفين". وذكر انه بحث خلال لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، في سبل زيادة التعاون المشترك بين البلدين في حربهما على الإرهاب. كما بحث مع المسؤولين السعوديين في الأساليب الجديدة للتعاون من أجل محاصرة الإرهاب والارهابيين، ومن بينها وضع نظام لتبادل المعلومات والرسائل والخبرات، ومن ذلك تبادل بصمات الأصابع للإرهابيين للمساعدة على تحديد هويات من يعبر الحدود منهم. وأكد ان أجهزة الأمن الأميركية تزوّد السعودية أي معلومات تتوافر لديها بشأن أي احتمالات لعمليات إرهابية في المملكة. وقال:"إذا كانت لدينا أي معلومات عن احتمال حصول هجوم إرهابي في أي منطقة في العالم فإننا نحذّر شركاءنا، وبطريقة مماثلة فإن أي معلومات عن هجمات إرهابية في السعودية تتوافر لدينا فإننا نتبادلها مع الأجهزة السعودية ونعمل معاً على مواجهة أي هجمات محتملة". وأكد المسؤول الأمني الأميركي ان السلطات السعودية"استطاعت ان تحقق الكثير من الخطوات على صعيد محاصرة عمليات التمويل"للارهابيين. ورداً على سؤال عما إذا كانت السلطات الأميركية ستفرج عن عدد من المعتقلين السعوديين ال124 المحتجزين في غوانتانامو، أشار موللر إلى ان هذا الموضوع يعالجه الوقت و"نعمل أيضاً لعلاجه بالتباحث مع المسؤولين السعوديين".