وجهت السلطات الأمنية السعودية صباح أمس ضربة موجعة للخلايا الارهابية، بقتل أربعة من المشتبه بهم في محافظة الزلفي 200 كيلومتر شمال الرياض، وذلك بعد أقل من اسبوعين على مقتل عشرة من الارهابيين في العاصمة، فيما دعت وزارة الداخلية"كل من وضع نفسه في محل شبهة إلى المبادرة بتسليم نفسه". وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية"ان المتابعة الأمنية للمنتمين الى الفئة الضالة أسفرت عن رصد وجود أربعة منهم داخل خيمة في منطقة صحراوية في نفود الثويرات على مسافة 90 كيلومتراً إلى الشمال من محافظة الزلفي". وعلمت"الحياة"ان بين القتلى الاربعة فهد آل جوير الفراج 43 عاما، وهو أحد المطلوبين لأجهزة الأمن منذ مطلع العام 2003، وان السيارة التي استقلها الأربعة قبل مقتلهم مسجلة باسم الفراج. واوضح المصدر المسؤول"ان قوات الأمن قامت بتطويق الموقع حيث يقيم المشتبه بهم في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد أمس عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، وتم توجيه نداء إليهم بتسليم أنفسهم. فما كان منهم إلا أن بادروا قوات الأمن الموجودة في الموقع بإطلاق النار، ومن ثم حاولوا الفرار بواسطة السيارة التي كانت بحوزتهم وهم يلقون القنابل اليدوية باتجاه رجال الأمن". وأضاف:"تعاملت قوات الأمن مع الموقف وفقاً لما يقتضيه، وردت على النار بالمثل، مما نتج عنه مقتل هؤلاء الأربعة وإصابة ثلاثة من رجال الأمن بإصابات طفيفة، لم تمنعهم من استكمال مهمتهم، وقد تم التحفظ في موقع الحادث على أسلحة ومتفجرات وذخائر ووثائق متنوعة". وخلص المصدر، في خطوة لافتة، الى ان وزارة الداخلية"تدعو كل من وضع نفسه في محل شبهة إلى المبادرة بتسليم نفسه، خاصة وأن الله فضح هذه الفئة الضالة وأبان عن مقاصدها الحقيقية التي لا تخدم أحداً سوى أعداء الدين والوطن". واوضح مصدر أمني في اتصال مع"الحياة"ان هذه الدعوة"ليست عفواً عن المطلوبين بمقدار ما هي محاولة لتشجيع هؤلاء، خصوصاً المغرر بهم، واسترجاعهم الى الطريق السليم وتخليص الناس من شرورهم". من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، في كلمة ألقاها في الجلسة ال12 لمجلس الدعوة والإرشاد"ان واجب الدعاة والمرشدين، فضلاً عن العلماء وطلبة العلم توضيح الآثار المترتبة على الانفتاح الإعلامي سلباً وإيجاباً، وأن يكون لهم التأثير الحسن الإيجابي"، مشيراً إلى"أن واجب المجلس يتمثل في عقد لقاءات بين العلماء والدعاة والخطباء تهدف إلى إجراء حوار مفتوح في ما بينهم". وشدد الوزير السعودي على ضرورة أن يكون مجلس الدعوة والإرشاد أكثر فاعلية في قضايا المجتمع، ومخاطبة الناس وتوعيتهم بوضوح في ما يخص الشأن العام، مشدداً على ضرورة إجراء مزيد من الحوارات داخل مدن المملكة. من جهته استنكر وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الدكتور بندر السويلم، الأعمال الإرهابية التي وقعت في السعودية و"راح ضحيتها أبرياء ومعصومو دم"، معتبراً"أن العمليات الإرهابية الأخيرة أثبتت أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة".