أكد قادة وضباط في الجيش السابق، غالبيتهم من السنة، رفضهم الانخراط في الجيش الجديد. واعتبر بعضهم دعوة وزارة الدفاع للعودة الى العمل تندرج في إطار جذب العسكريين السنة الى جانب الحكومة، وغالبيتها من الشيعة والأكراد، في حين أصر آخرون على ان المحاولات الجارية لتجنيد ضباط الجيش السابق جاءت بعد فشل القوات الاميركية في فرض السيطرة على المدن السنية التي تقود التمرد المسلح. ودعت وزارة الدفاع الضباط السابقين من رتبة رائد فما دون نقيب وملازم أول وملازم وهي أدنى الرتب في سلم التدرج العسكري الى العودة للجيش الجديد. وعلى رغم معاناة أكثر من 400 ألف جندي وضابط سابق منذ قرار الحاكم الاميركي بول بريمر حل الجيش وإصرار القوات الاميركية على ان هذه الدعوة لا ترمي الى تجنيد السنة ليقاتلوا المسلحين من طائفتهم، أكد عدد من الضباط امتناعهم عن الانخراط في الجيش. وقال الكولونيل فريد ويلمان، الناطق باسم قيادة الأمن الانتقالي المتعدد الجنسية التي تشرف على تدريب القوات العراقية ان الدعوة ليست محاولة لإغراء السنة بالانخراط في العملية السياسية، بل هي حملة لتجنيد صغار الضباط لبناء جيش يضم كل مكونات العراق. وأكد العميد السابق خلدون الشمري ان واشنطن تعتزم بناء جيش بمساعدة الضباط السابقين، بعدما أدركت الخطأ الذي وقعت فيه عندما حلت الجيش السابق، كي تتسنى لها إعادة جنودها الى بلادهم، وسط الضغوط التي تعترض إدارة الرئيس جورج بوش داخلياً، بعدما تخطت حصيلة قتلى الجنود الاميركيين الألفين وعجزها القوات الاميركية عن إحلال الأمن في المدن العراقية وهي التي تملك الخبرة والعدة اللازمتين في مقابل الجماعات المسلحة التي تستخدم أسلحة بسيطة. وقال ل"الحياة"ان"معظم الجنود العراقيين الذين تقوم أميركا بتدريبهم والبالغ عددهم حوالي مئة ألف هم من عناصر ميليشيات الأحزاب الشيعية والكردية الذين يفتقرون الى التنظيم والتدريب، مقارنة مع ضباط الجيش السابق". وأوضح ان"الجنود الحاليين يشعورن بحرية اكبر من ذي قبل، لكن المحاصصة الطائفية والعرقية التي سيقسم وفقها الجيش في المدن لا تتلائم ومشروع إقامة جيش وطني موحد". وتابع الشمري ان"النظام القديم لتجنيد الجيش أفضل لأنه اعتمد تجنيد العناصر من مختلف مناطق العراق في وحدات متداخلة وهذا هو المانع الأول لعودة الضباط السابقين الى الجيش". واعتبر العقيد عمر الدين الجبوري ان تصريحات ويلمان غير دقيقة"فلا يخفى على احد ان خيار قادة الجيش السابق وابرز ضباطه هم من السنة". وقال ل"الحياة"ان"هذه الخطوة هي بالفعل محاولة لكسب الضباط السنة وإعادتهم الى راوتبهم ورتبهم السابقة". ولفت الى"التحديات التي تواجه الحكومة في بناء الجيش، من استهداف مراكز التطوع والعناصر والاختراق الأمني". وافاد ان"تجربة الكتيبة الثانية في الجيش الجديد في محافظة ديالى ونجاحها في خفض معدل الهجمات وهي تضم خليطاً من الجنود الشيعة والسنة والتركمان والأكراد من دون غيرها من المناطق التي تقود الأمن فيها كتيبة شيعية او كردية خالصة، هي التي دفعت الحكومة الى إعادة تكوين الجيش الذي تشكله". وزاد الجبوري ان"اضفاء وجه عراقي بحت على القوات الأمنية وأنشطتها في الشوارع والطرقات سيرفع من ثقة المواطن على اختلاف انتماءاته بأن من يحميه لا ينتمي لجهة معينة او يقف ضد أخرى".