وصلت الطائفة السنية في العراق التي بقيت على هامش الانتخابات الى مفترق طرق، وعليها ان تقرر في غضون الايام المقبلة اما المشاركة في حكومة جديدة او البقاء في صفوف المعارضة ما قد يؤدي الى تهميشها بشكل تام. وقال ابو علاء 35 عاماً ان الانتخابات"جرت تحت الاحتلال ولا يمكنني قبول المسؤولين الذين عادوا من المنفى مع الاحتلال، لا يمكن ان اوافق عليهم". وفي وقت يحتفل فيه ملايين الشيعة والاكراد بأول انتخابات ديموقراطية في البلاد، فان عدداً من ابناء الطائفة السنية مثل ابو علاء ينظرون الى الانتخابات بمرارة. واضاف معبراً عن خوف ابناء الطائفة:"لا اعرف كيف سيكون المستقبل، ربما سيكون افضل حالاً، لكنني اعتقد ان الدول الكبرى ستعمل على تقسيم العراق". وحالياً بات السنّة، الذين شكلوا نخبة العراق منذ قيام الدولة، على هامش السلطة التي أصبحت من الآن وصاعداً في ايدي الغالبية الشيعية. وانسحب أكبر حزب يمثل السنة وهو"الحزب الاسلامي العراقي"من الانتخابات، مشيراً الى انعدام الامن، فيما دعت"هيئة علماء المسلمين"الى مقاطعة عمليات الاقتراع ترشيحاً وتصويتاً. لكن ديبلوماسيين اميركيين ومسؤولين عراقيين اكدوا ان الحكومة الجديدة ستشجع على مشاركة السنة في العملية السياسية. وقال مسؤول اميركي في بغداد ان"بعض العناصر المتمردة السنية سترى المكتسبات السياسية للانتخابات في حين لن يفعل ذلك آخرون. فالمجموعة الاولى سترى فيها سببا لاعادة النظر في استراتيجيتها والتخلي عن العنف لصالح التفاوض". من جهته، قال ضابط اميركي رفيع المستوى ان عددا من الضباط السابقين السنة يفكرون في العودة الى الساحة مجددا. وقد ركنت غالبية النخبة العسكرية جانباً بعد حل الجيش باوامر اميركية او انها عملت على تزويد المتمردين بالخبرة اللازمة. واعلن قائد أركان الجيش العراقي الفريق ابو بكر زيباري ان حوالي 50 من كبار الضباط السابقين عادوا الى صفوف الجيش الجديد معرباً عن أمله في ازدياد عددهم. وغداة الانتخابات، دعا رئيس الوزراء اياد علاوي والرئيس الشيخ غازي عجيل الياور الى المصالحة الوطنية. كما دعا رئيس"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق"عبد العزيز الحكيم، زعيم اللائحة الاوفر حظا للفوز في الانتخابات، الى الوحدة ايضا. وبدأت الحكومة الحالية استعداداتها لعودة السنة سياسيا منذ الصيف الماضي تحسبا لما بعد الانتخابات. وقال احد المفاوضين وهو وزير الدولة عدنان الجنابي ان المحادثات شملت بعثيين سابقين وزعماء دينيين. واضاف"انهم جزء من الشعب العراقي والمشكلة انهم كانوا على اقتناع بانه لا يمكن القيام باي شيء فالمسالة الرئيسية بالنسبة اليهم هي التخلص من الاحتلال. واعتقد ان هذا الامر بات في متناول اليد الان". لكن رغم ازدياد الدعوات الى المصالحة، تبقى معرفة ما اذا كان السنة سيتقبلون ضمور دورهم. وقال السياسي السني مشعان الجبوري الذي شارك في الانتخابات ان عددا من الاعضاء الشيعة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حاكوا مؤامرات ضد السنة. وبالرغم من التهديدات والانتقاجات التي وجهها اليه المسلحون، يؤكد الجبوري ان الناخبين في محافظة صلاح الدين ادلوا باصواتهم لصالحه، وبشكل كثيف.