أعرب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي امس، عن أمله في أن تعلق ايران كل نشاطاتها المتصلة بتخصيب اليورانيوم. وقال ان الوكالة تعمل مع ايران لتحقيق ذلك. وجاء ذلك غداة اعلان ايران أنها عالجت أطناناً من يورانيوم "الكعكة الصفراء" الخام لاعدادها للتخصيب، وهي عملية يمكن استخدامها في انتاج أسلحة نووية، متحدية بذلك وكالة الطاقة. وقال البرادعي عقب اجتماعه بكبير أمناء مجلس الوزراء والناطق باسم الحكومة اليابانية هيرويوكي هوسودا: "انهم يقومون بتحويل اليورانيوم، لكنهم لا يخصبونه". وأضاف: "أدعوهم الى تعليق كامل لجميع أنشطتهم المرتبطة بالتخصيب، كاجراء لتعزيز الثقة". واعلنت وكالة الطاقة في فيينا انها تراقب عن كثب معالجة اليورانيوم لضمان عدم توجيه شيء لاغراض تتصل بالتسلح. ولم يتضح بعد قدر اليورانيوم المعالج الذي أنتج حتى الان، غير أن رئيس الوفد الايراني في وكالة الطاقة الذرية حسين موساويان أشار الى أن الكمية ليست كبيرة. ويعتزم مصنع تحويل اليورانيوم في اصفهان معالجة ما مجمله 37 طناً من "الكعكة الصفراء" وهي كمية يقول خبراء انه يمكن تخصيبها لتوفير مواد لازمة لانتاج ما يصل الى خمسة قنابل نووية. وكانت طهران وعدت فرنسا وبريطانيا والمانيا في تشرين الاول اكتوبر 2003 بتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم كاملاً وكل النشاطات ذات الصلة. وعلى رغم أن ايران لم تخصب أي يورانيوم حتى الان فانها لم تجمد البرنامج كاملاً، واستأنفت مؤخراً أجزاء أساسية به. وفي ما يتعلق بالازمة النووية الكورية الشمالية، قال البرادعي انه اتفق مع هوسودا على أن تعمل وكالة الطاقة واليابان عن كثب لتسوية الازمة المستمرة منذ عامين. وأضاف: "اتفقنا على أن يكون التحقق من برنامج بيونغيانغ شاملاً وكاملاً ومكثفاً، لضمان شفافية كل الانشطة النووية في كوريا الشمالية". وقال هوسودا ان "المشكلة هي أن كوريا الشمالية عازفة عن المشاركة في المحادثات السداسية". وتابع ان "التطوير النووي في كوريا الشمالية مسألة تمس أمن أمتنا ومن ثم فهي مثار قلق كبير". الصواريخ الايرانية على صعيد آخر، نقلت الصحف الايرانية، عن ناصر مالكي مساعد مدير منظمة الصناعات الجوية قوله ان ايران ستحسن صاروخ "شهاب-3" الذي يبلغ مداه 2000 كلم. وقال مالكي: "يبلغ مدى الصاروخ شهاب-3 ألفي كلم، وبالتأكيد سنحسن مدى صواريخنا شهاب-3 وكل صواريخنا الاخرى". وفي 11 آب اغسطس الماضي، قامت ايران بتجربة نموذج متطور لصاروخها "شهاب-3" التقليدي، من دون تحديد ما اذا زادت مداه الذي كان يقدر بما بين 1300 و1700 كلم. وبعد 11 آب الماضي، قالت مصادر اسرائيلية ان مدى الصاروخ بات ألفي كلم. واعلن الرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني ان ايران "اصبحت قادرة على اطلاق صواريخ يبلغ مداها ألفي كيلومتر". ويأتي تقدم الجمهورية الاسلامية في برنامجها ليزيد القلق الدولي من الانشطة النووية التي تؤكد ايران انها سلمية. وقد يرفع الملف الى مجلس الامن في حال لم تلب بعض مطالب الوكالة الدولية بحلول 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ولم تبد ايران حتى الان اي نية في تعليق نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.