دشنت إيران منجمي يورانيوم، سيزودان مجمعا جديدا لإنتاج الكعكة الصفراء، في خطوة جديدة في برنامجها النووي المثير للجدل، فيما تراوح مفاوضاتها مع القوى الكبرى مكانها. ويقع المنجمان على عمق 350 م، كحد أقصى، ومركزهما في ساغند بمحافظة يزد، على بُعد حوالي 100 كيلومتر من المجمع الجديد في أردكان. وسيتمتع المجمع بقدرة إنتاج سنوية تبلغ 60 طنا من الكعكة الصفراء. والكعكة الصفراء «اليورانيوم» ( Yellow Cake) عبارة عن يورانيوم مركّز، وهو مسحوق غير قابل للذوبان في الماء، ويحتوي على نحو 80% من اليورانيت. ويستخدم لإعداد وقود للمفاعلات النووية، غير أنه يمكن أيضا تخصيبه بهدف تصنيع سلاح نووي. ويتم تحويل الكعكة الصفراء إلى مادة اليورانيوم المعدنية المخصصة لإنتاج غاز سداسي فلوريد اليورانيوم (يو.اف.6) المستخدم في آلات الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم. وأعلنت إيران عن اكتشاف مناجم ساغند في العقد الأول من الألفية، لكن الخبراء الغربيين أشاروا إلى أنها تحوي معادن ذات نوعية سيئة. وأعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في خطاب نقله التليفزيون في بث حي «في الماضي كنا نعتمد على الخارج للتزود بالكعكة الصفراء، لكن بفضل الله، ها نحن ندشن المنجم تلو الآخر، بِتنا نمتلك مجمل سلسلة إنتاج الطاقة النووية». وكانت إيران في أثناء حكم الشاه في السبعينيات اشترت 600 طن من الكعكة الصفراء من إفريقيا الجنوبية. وفي ديسمبر 2010 أعلنت طهران عن إنتاج شحنتها الأولى من مركّز اليورانيوم، الذي يشكّل مادة أساسية لإنتاج اليورانيوم المخصّب اعتبارا من معادن استخرجت من منجم غاشين قرب بندر عباس (جنوبا). وصرّح نجاد «أصبحنا بلدا نوويا، ولا أحد يمكنه انتزاع ذلك منا». وأشار التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في أواخر فبراير إلى أن إنتاج إيران من اليورانيوم المخصّب حاليا يتراوح بين نسبتي 3.5% و20% وذلك في موقعين هما «نطنز»، و»فوردو». ويثير تخصيب اليورانيوم في إيران مخاوف الدول الكبرى، التي تشتبه بسعي إيران إلى التزوّد بقنبلة نووية تحت غطاء برنامجها المدني، الأمر الذي تنفيه الجمهورية الإسلامية.