في خطوة لافتة، أعلنت صحيفة وول ستريت جورنال، التي تصدر عن شركة داو جونز الأميركية، عن اتخاذ"مبادرات عدّة عالمية بهدف توفير خدمات أفضل لقرائها والمعلنين"، ومن ضمنها، إصدار طبعتيها الآسيوية والأوروبية اليومية ابتداء من 17 تشرين الأول أكتوبر المقبل بحجم أصغرتابلويد هو"أسهل وأنسب للقراء"، إضافة إلى دمجها مع المعلومات المتوافرة على موقع وول ستريت جورنال الإلكتروني وهو أكبر مواقع الأخبار بعدد المشتركين عالمياً، ما يوفر لقرائها"مجموعة مناسبة من الأخبار الإضافية بوسائل مختلفة". كما أبلغت الصحيفة المعلنين أنهم سيتمكنون من الوصول إلى القراء العالميين عبر النسخات الورقية والإلكترونية داخل الولاياتالمتحدة وخارجها بواسطة"رزمة دولية من الإعلانات"وعروض جديدة مثل"توفير طباعة الإعلانات الملونة، وعلى الصفحة الأولى أيضاً من طبعتي آسيا وأوروبا". الى ذلك، أعلنت الصحيفة عن إعدادها لإطلاق"نسخة نهاية الأسبوع"في الولاياتالمتحدة حيث ستواصل الطبع بالحجم الكبير صباح كل سبت إبتداء من 17 أيلول سبتمبر المقبل، في حين ستستمر بتغطية أخبار نهاية الأسبوع في كل من الطبعة الآسيوية والأوروبية يوم الجمعة، وتحتجب السبت والأحد. ولهذا الغرض ستجرى تبديلات عدّة في الوظائف، على ان تحتفظ بنحو 100 مراسل عالمي. واعتبر رئيس قسم المبيعات الإعلانية العالمية في الصحيفة جون ماك مينامين ان"المبادرات الجديدة هي خطوات جريئة توفر للمعلنين سهولة أكبر في الوصول إلى قراء الصحيفة عبر دمج المنصات المطبوعة والإلكترونية سوياً، والتحول إلى الحجم المصغر الذي أصبح مرغوباً أكثر عالمياً". وتأمل داو جونز، الشركة الناشرة للصحيفة، ان تؤمن مردوداً أكبر لمساهميها من الطباعة الورقية، من خلال التوزيع الأفضل للموارد وتحقيق الوفر المادي من اعتماد النسخة الصغيرة. إذ تتوخى تحقيق وفر بنحو 5 مليون دولار في السنة الجارية ونحو 17 مليون دولار سنوياً بدءاً من 2006. ومن جهة أخرى، أعلنت الصحيفة تحويل إسم طبعة آسيا الحالي"ايسيان وول ستريت جورنال"إلى" وول ستريت جورنال آسيا"، واستمرارها في الصدور من هونغ كونغ حيث تصدر منذ 1976 وتوزع حالياً نحو 81 ألف نسخة يومياً. كما أبقت إسم النسخة الأوروبية"وول ستريت جورنال يوروب"، وهي تصدر من بروكسل منذ 1983 وتوزع نحو 86 ألف نسخة يومياً. ووعدت قراءها بأن محتوى الطبعات الجديدة في كل من أوروبا وآسيا سيحمل"موضوعات محلية ورزمة إحصاءات حديثة ووسائل إبحار إلكترونية أكثر". وتأتي خطوة وول ستريت جورنال بعد خطوات شبيهة لكبريات الصحف العالمية مثل التايمز البريطانية ولوموند الفرنسية. وكانت داو جونز أعلنت تراجع أرباحها الصافية بنسبة 49 في المئة في الربع الأول من السنة الجارية إلى 17 مليون دولار، وعزت السبب إلى"تراجع الإعلانات والخسائر في المطبوعات". إذ تراجعت المساحة الإعلانية في وول ستريت جورنال الولاياتالمتحدة نحو 8 في المئة وفي النسخة الدولية منها نحو 14.8 في المئة في الربع الأول 2005، ما أدى إلى خسائر صافية بلغت 7.1 مليون دولار في المطبوعات في مقابل ربح صاف قيمته 4.6 مليون دولار في الربع الأول 2004. في حين حقق قسم النشر الإلكتروني للصحيفة 21.5 مليون دولار بزيادة 15.9 في المئة، كما ارتفع عدد المشتركين بموقع وول ستريت جورنال الإلكتروني إلى 731 ألف مشترك في نهاية آذار مارس 2005. ويبقى السؤال: إلى متى ستقاوم الصحف العربية المحلية والإقليمية هذا الاتجاه العالمي، علماً ان عدد قرائها أقل بكثير نسبياً من معظم الصحف العالمية؟