سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عائدات الصحف الأميركية من الاعلانات عبر الانترنت 1.50 بليون دولار في 2004 : اندماج التلفزيون والإنترنت يهدد البث عبر الكابلات والمطبوعات تواجه منافسة الشبكة بزيادة النشر عبرها
كان السعي إلى تحقيق نوع من التكامل بين الكومبيوتر والتلفزيون والتلفون محور نشاط استضافته سان فرانسيسكو قبل أسابيع، حيث تلاقى 17 ألف مدير تنفيذي لشركات التلفزيون التي تبث عبر الكابلات في المعرض السنوي لقطاعهم. وكشفت المعروضات في مركز موسكون في المدينة الأميركية عن تقنيات تلقي بعض الضوء على مستقبل القطاع. فالمتصلون بالتلفزيونات التي تبث عبر الكابلات باتوا يرون رقمهم على الشاشة، والمشتركون تمكنوا من برمجة مسجلات الفيديو الرقمية الخاصة بهم من طريق هواتفهم الخلوية وكومبيوتراتهم. ونقلت صحيفة"وول ستريت جورنال"الأميركية عن المدير التنفيذي لقطاع البث عبر الكابلات في شركة"تايم وورنر"غلين بريت قوله:"يدور الأمر حول مجال البث عبر الكابلات ومجال المحتوى ليقدما الأشياء التي يريدها الناس حقاً". خوف الشركات من دمج خدمات التلفزيون والانترنت لكن، بحسب وصف الصحيفة، هناك شيئ واحد يريده الكثير من المستهلكين ولا يبدو أن القطاع مستعجل في تحقيقه: طريقة سهلة للوصول إلى الإنترنت من خلال تلفزيوناتهم. ففيما يستطيع ذوو الخبرة القيام بذلك، تفضل الكثير من الشركات التي توفر خدمة البث التلفزيوني عبر الكابلات إبقاء التلفزيون والإنترنت مستقلين عن بعضهما بعضاً خوفاً من تقلّص عائداتهم. وفيما يخشى المبرمجون أن يفضي الاندماج الكامل بين الخدمتين إلى فتح الباب واسعاً أمام تبادل الملفات والقرصنة، يخشى مؤمنو خدمة البث التلفزيوني عبر الكابلات أن يتمكن المشاهدون من الوصول إلى مقدمي العروض والأفلام مباشرة من دون المرور بهم كوسطاء. الاندماج آت لا محالة لكن"وول ستريت جورنال"رأت أن الاندماج بين الخدمتين سيحصل شاءت شركات الكابلات أم أبت. فشركات التلفون العملاقة، مثل"إس بي سي كوميونيكايشنز"و"فيريزون كوميونيكايشنز"، تتسابق على تقديم الخدمات التلفزيونية عبر شبكات الألياف البصرية التي تقيمها، وذلك من خلال إشارات تستخدم تقنية إنترنتية تعرف باسم"أي بي تي في". وفيما تبث شركات التلفزيون عبر الكابلات برامجها دفعة واحدة، وتحجبها عمن لم يدفعوا اشتراكاتهم، ستتمكن"إس بي سي"و"فيريزون"من إيصال البرامج التي يطلبها المشاهدون فقط، وهذا سيسمح ببث برامج لا يمكن الحد منها، مثلما لا يمكن الحد من عدد المواقع على الإنترنت. وتخطط شركات جديدة مثل"أكيمبو سيستمز"لتمكين المشاهدين من بث أفلامهم الخاصة ومشاركة مؤمني الخدمات الأرباح في حال شاهد مشاهدون آخرون هذه الأفلام. ونقلت الصحيفة عن المدير التنفيذي الرئيسي ل"أكيمبو"جوش غولدمان قوله:"سنفعل في قطاعنا ما فعلته"إي باي"في قطاع البيع بالمفرق". لكن مؤمني الخدمات التلفزيونية عبر الكابلات، ينوون خوفاً من تقلص أرباحهم بسبب المنافسة التي ستنجم عن الخدمة الجديدة، الرد بخدمة موازية. وقد تستند الخدمة الموازية إلى تقنية"أي بي تي في"، فالمعروف عن هذا القطاع أنه يتبنى أي تطور تقني جديد يكون معنياً به، فقد تبنى، مثلاً، التقنية الرقمية التي أطلقتها قبل أعوام شركات البث التلفزيوني عبر الأقمار الاصطناعية. تقنيات أخرى وفي مجال الصحافة المطبوعة، التي لا تزال تئن من المنافسة الشرسة التي أقامتها في وجهها شبكة الإنترنت، يفكر كثير من مطوري القطاع في مداواة الجرح بالتي كانت هي الداء. فقد ذكرت وكالة"داو جونز"في تغطية لها للمؤتمر السنوي ل"جمعية الصحف الأميركية"في سان فرانسيسكو قبل أيام أن الصحف الأميركية تبحث جدياً في الاعتماد أكثر على شبكة الإنترنت المتهمة بأخذ جزء كبير من حصتها من السوق الإعلانية. فقد أكد المدير التجاري لصحيفة"سان فرانسيسكو كرونيكل"أيان موردوك أن التأقلم مع التحديات التي تمثلها الإنترنت يتطلب أن تحمي الصحف أعمالها الحالية حتى ولو زادت استثماراتها في المواقع على الإنترنت أو غيرها من المشاريع على الشبكة. وقالت الوكالة إن شركة"نايت ريدر"الناشرة للصحف في مدينة سان خوسيه خططت لإحدى أشرس عمليات التوسع في قطاع الصحافة المكتوبة باتجاه الإنترنت. فقد أقامت مع نظيرتيها"غانيت"و"تريبيون"موقعاً على الإنترنت للإعلان عن الوظائف حمل اسم"كارير بيلدر دوت نت"واشترت المؤسسات الثلاث حصة مرجِّحة في"توبيكس دوت نت"، وهو موقع إخباري على الإنترنت. وبفضل هذا التوسع، حققت"نايت ريدر"36 مليون دولار العام الماضي من استثماراتها على الإنترنت، مقارنة ب15 مليون دولار في عام 2003. لكن هذه الأرباح لا تزال تشكل جزءاً يسيراً من أرباح الشركة من العمل النشري الحقيقي، فمع أن مبيعات الشركة من الصحف عبر الإنترنت في 28 سوقاً أميركية بلغت 114 مليون دولار في العام الماضي، فإن هذا الرقم لم يتجاوز الأربعة في المئة من إجمالي عائداتها. ونقلت"داو جونز"عن المسؤول عن وسائل الإعلام الإلكترونية في"جمعية الصحف الأميركية"روب رونيت أمام المؤتمر قوله إن الإعلانات على الإنترنت العام الماضي شكلت اثنين إلى خمسة في المئة من العائدات الإجمالية لمعظم الصحف. وقد بلغ مجموع العائدات التي جمعتها الصحف من الإعلانات عبر الإنترنت 1.5 بليون دولار، بزيادة قدرها 26 في المئة عن عام 2003، علماً أن حجم الإعلانات في الصحف لم يزد إلا بنسبة 3.9 في المئة. وتوقع مشاركون في المؤتمر أن تشكل عائدات الإعلانات على الإنترنت 15 إلى 20 في المئة من العائدات الإعلانية الإجمالية لمعظم الصحف خلال السنوات الخمس المقبلة.