سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اضخم عرض عسكري في موسكو منذ 20 عاماً لمناسبة الذكرى الستين للانتصار على النازية . اعادة الاعتبار ل "الجيش الاحمر" بحضور عالمي وبوتين يشيد بدور "السوفيات" في تحرير اوروبا
بلغت احتفالات روسيا بالذكرى الستين للانتصار على النازية ذروتها امس. وشهدت الساحة الحمراء استعراضاً عسكرياً ضخماً شاركت فيه وحدات من مختلف القطاعات العسكرية الروسية وارتال من المحاربين القدماء. ورفع المشاركون في الاستعراض اعلام الجيش السوفياتي الحمراء ومروا امام منصة جلس عليها عشرات الزعماء في اوسع تظاهرة احتفالية تشهدها موسكو منذ عشرين عاماً. وافتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستعراض بالتذكير بالدور المهم الذي لعبته الشعوب السوفياتية التي قدمت نحو ثلاثين مليون قتيل خلال الحرب العالمية الثانية. ووصف يوم النصر ب"تاريخ مقدس"بالنسبة للروس وجيرانهم من الشعوب السوفياتية السابقة. وقال انه"كان يوم تحقيق العدالة وانتصار الخير على الشر"، معتبراً ان التاسع من ايار مايو لعام 1945 كان نقطة تحول مصيرية في تاريخ اوروبا والعالم. وعلى رغم ان بوتين شدد على ان موسكو لا تتجاهل الدور المهم الذي لعبه شركاء الاتحاد السوفياتي في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا اضافة الى اعداء الفاشية في المانيا نفسها، فإنه ركز على الجمهوريات السوفياتية السابقة التي وصف شعوبها بالاشقاء، مشيراً الى"تاريخ عظيم يربطنا وتهديدات واحدة تواجه شعوبنا حالياً". كما تعمد بوتين توجيه رسالة مباشرة الى شركاء روسيا الغربيين، اذ اكد ان"علينا ان نتعلم من دروس التاريخ، وان نبني عالماً لا تتكرر فيه الحروب الساخنة او الباردة". وختم الرئيس الروسي كلمته بعبارة :"المجد لجنود النصر، المجد لروسيا". ضريح لينين ويعد الاستعراض العسكري، الاضخم الذي تشهده موسكو منذ عشرين عاماً، على رغم غياب الاسلحة الثقيلة عنه كما كان الحال خلال العهد السوفياتي. وكان ضيوف الاحتفال جلسوا في منصة اقيمت امام ضريح لينين. وسعى الروس الى عدم احراج ضيوفهم فرفعوا يافطة عملاقة غطت الضريح وكتبت عليها عبارة"النصر"بكل اللغات الاوروبية. لكن الملامح السوفياتية لم تغب عن الاحتفال، اذ حملت القطاعات المشاركة في الاستعراض اعلام الجيش السوفياتي الحمراء وعليها صور لينين ورمز المطرقة والمنجل. ووقف الضيوف المشاركون اثناء قيام الموسيقى العسكرية بعزف نشيد النصر الاممي، كما وقف زعماء العالم لتحية نحو2600 من قدامى المحاربين شاركوا في الاستعراض بعدما صنعت المؤسسة العسكرية سيارات خاصة لنقلهم لتعذر مشيهم. ويذكر ان في روسيا حالياً نحو 1.2 مليون من المشاركين في"الحرب العظمى"، كما يسمي الروس الحرب العالمية الثانية وتزيد اعمار اصغرهم عن ثمانين عاماً. واختتمت المراسم بتحليق استعراضي قامت بها مقاتلات من طراز"ميغ 29"، توجه بعدها الزعماء لوضع اكاليل الزهور على ضريح الجندي المجهول. ديبلوماسية المقاعد وجاء توزيع الضيوف على المنصة في شكل دقيق وصف بانه هدف الى استخدام ديبلوماسية الاحتفالات لتقريب وجهات النظر وخفض مستوى التوتر الذي سببه السجال بين موسكو وواشنطن خلال المرحلة الاخيرة. وجلس الرئيس الاميركي جورج بوش الى يمين بوتين في صدر المنصة فيما احاط بهما زعماء فرنسا واليابان والمانيا والصين. لكن هذه الديبلوماسية لم تنجح في الجمع على منصة واحدة بين بوش والرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاتشينكو الذي غادر موسكو قبل الاستعراض مباشرة. وكان احد الصحافيين سأل بوش عما اذا كان سيجلس على منصة واحدة مع الرئيس الذي وصفه بأنه"اخر الديكتاتوريات في اوروبا"، فاجابه بأنها ستكون مناسبة لتذكير العالم بأنه ما زال هناك طغاة ينبغي التخلص منهم. وكان الرئيسان الاميركي والروسي اجريا مباحثات في وقت متأخر من مساء الاحد، تركزت على العلاقات الثنائية وملفات الارهاب والمسائل الاقليمية وعلى رأسها العراق والشرق الاوسط والملف الكوري اضافة الى ملف منع انتشار اسلحة الدمار الشامل. ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيرته الاميركية كونداليزا رايس عقب القمة، اجواء اللقاء بأنها كانت ايجابية واعرب عن امل بلاده في ان تشكل دفعة لتعزيز التعاون بين البلدين. لكن مراقبين روساً وصفوا المحادثات بأنها بروتوكولية وركزت على الاتفاقات التي كان الطرفان وقعاها خلال قمتهما الاخيرة في براتيسلافا قبل شهرين.