شهدت روسيا احتفالات واسعة في ذكرى النصر على ألمانيا النازية، فيما جرى إلغاء الاحتفالات المقررة في العاصمة الشيشانية بعد وقوع انفجار ضخم أسفر عن اصابات. وعمت الفاعليات الاحتفالية مختلف الأقاليم الروسية أمس، ونزل الملايين الى الشوارع في الذكرى ال58 لانتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية. وبهذه المناسبة رفعت الأعلام الحمر ورايات الجيش السوفياتي في معظم المدن الروسية. وسار من تبقى على قيد الحياة من قدامى المحاربين في مسيرات احتفالية، وضعوا خلالها الأكاليل على أضرحة الجندي المجهول في الأقاليم المختلفة. وشملت المظاهر الاحتفالية جميع الجمهوريات السوفياتية السابقة بعدما غدت هذه المناسبة الوحيدة التي تجمع كل شعوب المنطقة على الاحتفال بها. نجل ستالين وفي بيلاروسيا، تضمنت الاحتفالات ازاحة الستار عن تمثال لابن الزعيم السوفياتي الراحل يوسف ستالين الذي قتل في معسكرات الاعتقال النازية، وكان ستالين رفض عرضاً لاستبدال ابنه بجنرال الماني كان أسيراً لديه، مؤكداً انه لا يوافق على "مقايضة ضابط صغير بجنرال مهم". واللافت ان اقامة التمثال في هذا الوقت ترافقت مع حملات لإعادة الاعتبار الى الزعيم السوفياتي وأظهرت استطلاعات للرأي ان غالبية المواطنين السوفيات ترى أن جزءاً كبيراً من الفضل في النصر على النازيين يرجع الى صفات ستالين القيادية. وفي موسكو نفسها، حضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراسم الاستعراض العسكري الذي أقيم في الساحة الحمراء. ووقف كبار رجال الدولة مع بوتين أمام ضريح لينين لتحية بضعة آلاف من العسكريين الذين شاركوا في استعراض أقيم للمناسبة. وحرص بوتين على لقاء قدامى المحاربين، وأكد ان ذكرى "الحرب الوطنية العظمى" وهي التسمية التي تطلق في روسيا على الحرب العالمية، ينبغي أن "يتناقلها الروس جيلاً بعد جيل"، مؤكداً على أهمية الإفادة من دروسها في الحرب الحالية التي قال ان "البشرية تشنها على الإرهاب الدولي". الشيشان وعلى رغم ان حديث الرئيس الروسي لم يعنِ الشيشان تحديداً، لكن انفجاراً ضخماً وقع في العاصمة الشيشانية ركز الأنظار عليها، خصوصاً ان الانفجار استهدف ملعب "دينامو" وسط غروزني، الذي كان يفترض أن تقام فيه احتفالات واسعة تتخللها استعراضات لوحدات من الجيش والشرطة. وأسفر التفجير الذي وقع قبل بداية الاحتفال مباشرة عن جرح عدد من العسكريين وأثار موجة اضطراب وقلق واسعة، بسبب المخاوف من تكرار ما حدث العام الماضي أثناء الاحتفال بالمناسبة نفسها في داغستان المجاورة. وكانت عبوة ناسفة انفجرت آنذاك وأسفرت عن مقتل 45 شخصاً كانوا يشاركون في الاحتفالات. ودفعت هذه المخاوف الإدارة الشيشانية الى إلغاء جميع المراسم الاحتفالية في غروزني. وفرض اجراءات مشددة على حركة السيارات داخل المدينة. وأعلن قائد القوات الروسية في الشيشان إيليا شابالكين قتل اثنين من مجموعة انتحارية فيما اعتقلت ثالثة وهي شابة شيشانية أدلت باعترافات.