ارتفعت حمى تأليف اللوائح الانتخابية، وصوغ التحالفات بين القوى المتعددة في لبنان، أمس، ومعها موجة العزوف عن الترشح، التي انضم اليها امس النائب السابق تمام سلام بعد نائب رئيس الحكومة عصام فارس فأعلن انه لن يخوض المعركة في بيروت، بعد ان حسم سعد الدين الحريري أمر اللائحة التي سيتزعمها في الدوائر الثلاث من العاصمة والتي ستبدأ بها الانتخابات في 29 الجاري. وأكد الحريري أمس انتماءه الى المعارضة قائلاً:"نحن نعمل مع الجميع ومع المعارضة التي تعرضت لهجمات عدة ولكننا نشكل مع المعارضة جسماً واحداً، وإن شاء الله لن يستطيع أحد أن ينال من هذه المعارضة. نحن مع وليد بك جنبلاط والعماد ميشال عون وقرنة شهوان وجميعنا واحد". راجع ص2 و3 من جهة اخرى، أوشكت الأمانة العامة للأمم المتحدة عن إعلان تعيين"المفوض العام"الذي يترأس"اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في العمل الإرهابي"الذي أدى الى مقتل الرئيس رفيق الحريري و19 آخرين. وأجرت الأمانة العامة أمس الجولة الأخيرة من الاتصالات للتأكد حتماً من موافقة القاضي المرشح، وذلك بعدما واجهت صعوبات الدقائق الأخيرة سابقاً عندما اعتذر المرشح البلجيكي عن قبول المهمة. وفيما يعلن الحريري اللائحة اليوم، وسط تعاطف شعبي حاسم مع آل الحريري بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري قبل 86 يوماً، فإن معظم اعضائها ينتمون الى"تيار المستقبل"وأصدقائه وحلفائه من الاحزاب الارمنية باستثناء حزب الطاشناق، وتضمنت مقعداً ل"لقاء قرنة شهوان"جبران تويني وآخر ل"حزب الله"، من اصل 19 مقعداً موزعين على الطوائف كافة. وحمل سلام الذي عزف عن الترشح مع حلفائه، على"شركاء المغانم الذين يستغلون شعارات السيادة وتداعيات اغتيال الرئيس الشهيد الحريري". وفيما بدا ان معركة بيروت محسومة لمصلحة آل الحريري كان الأبرز في اليوم الثالث لعودة العماد ميشال عون الى لبنان استقباله وفداً من"حزب الله"ضم النائب عن دائرة بعبدا عاليه علي عمار وعضو القيادة في الحزب غالب أبو زينب لتهنئته بالعودة. وفيما قال عمار ل"الحياة"ان البحث لم يتطرق الى التحالفات الانتخابية خلال الخلوة التي جمعت الوفد مع عون اوضح في تصريحاته الصحافية ان النقاش معه ركز على اعتبار اتفاق الطائف"أصلاً للممارسة الديموقراطية وعلى الانتهاء من ثقافة الاعتماد على التدخل الخارجي". وأوضح عمار ان ليس عيباً"التباين مع عون حول القرار الرقم 1559"الذي يؤيده الجنرال العائد. وذكرت معلومات"الحياة"ان البحث لم يتطرق الى القرار اثناء الاجتماع. كما استقبل عون النائب الأمير طلال ارسلان الذي دعا الى طي صفحة الماضي وغصت دارته بالزوار، معارضين وموالين. ويتوقع ان يتفرغ اليوم للمعركة الانتخابية في المناطق كافة لترتسم صورة التحالفات اكثر بعد ان بدأت تتضح امس. وفي مقابل تطلع ارسلان الى التحالف مع عون انتخابياً بدأت ستريدا سمير جعجع مع وفد قيادي من"القوات اللبنانية"امس جولة للبحث في التحالفات الانتخابية مع عدد من الافرقاء ابرزهم سعد الدين الحريري الذي التقته في حضور النائب أحمد فتفت، ودار النقاش على التحالف في معظم دوائر لبنان الانتخابية، بدءاً بالشمال حيث ستترشح السيدة جعجع ومعها ايلي كيروز، كما تردد عن المقعدين المارونيين في بشري، اضافة الى مرشحين آخرين في البترون وغيرها. كما التقت السيدة جعجع رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب نسيب لحود واللجنة التنفيذية للحركة للبحث في تحالفات الجبل ومناطق اخرى، اضافة الى الجهود لإقرار قانون العفو عن جعجع في البرلمان. وكان لحود التقى ووفد من الحركة العماد عون. وفي المقابل، اوضح الوزير السابق النائب سليمان فرنجية اثناء استقباله وفوداً شعبية انه مرتاح لواقعه الشعبي وحلفائه، مؤكداً ان الناس تعرف جيداً موقع السياسيين وموقعه وحلفائه الحقيقيين. كما اكد فرنجية امام زواره انه مرشح مع حلفائه المعروفين من زغرتا والكورة والبترون وان"لا شيء يمنع هذا الترشح وانه من الخطأ الركون الى منطق الضعف". ووصف فرنجية حليفيه في البترون والكورة سايد عقل وفايز غصن بالقويين وبأنهما يتمتعان بحضور شعبي وان كان البعض يحاول النيل منهما. كما وصف فرنجية رداً على سؤال الرئيس عمر كرامي بالصادق، معتبراً انه"من المنطقي التحالف مع الصادقين". وعن حركة"التيار الوطني الحر"واحتمال لقائه عون، قال فرنجية:"بالمبدأ سنلتقي العماد عون ونحن في كل الاحوال نكن له التقدير والاحترام". الأممالمتحدة وفي نيويورك رفضت مصادر مطلعة تأكيد أو نفي جنسية"المفوض". وتوقعت المصادر إعلان هوية"المفوض"قريباً. وقالت إنه سيتوجه فوراً الى نيويورك لاجراء المشاورات واختيار فريق مصغّر إنما أساسي ليتوجه معه الى لبنان بأسرع ما يمكن. ولكن، أكدت المصادر، لن يُعلن عن بدء العمل الرسمي للجنة التحقيق الدولية إلا بعدما يستكمل"المفوض"إعداد الفريق الكامل، وبعدما يشعر أنه جاهز لبدء التحقيق المستقل الذي كلفه به مجلس الأمن رسمياً في سابقة للمجلس في القرار 1595. يُذكر أن ذلك القرار حدد فترة أولى لأعمال اللجنة بمهلة ثلاثة أشهر"من تاريخ شروعها في كامل عملياتها حسبما يُبلغ به الأمين العام"، كما"أذن"له أن"يمدد عمل اللجنة لفترة أخرى لا تتعدى 3 أشهر". وعادت البعثة التمهيدية للجنة التحقيق الى نيويورك بعدما امضت وقتاً في بيروت إعداداً لوصول"مفوض"اللجنة وفريقه المصغر. وقالت المصادر إن أمام البعثة التميهدية جولة أخرى من المحادثات، وحرصت على القول إن"هذه ليست مفاوضات وإنما ايضاحات". وسيقوم"المفوض"باختيار الفريق الموسع والذي يُعتقد أنه سيضم حوالي 100 شخص من مجموعة اسماء اعدت بعضها الأمانة العامة للأمم المتحدة وقدم بعضها دول أعضاء. وسيضم الفريق خبراء قانون وأمن وتحر وتحقيق وبوليس وغيرها.