بعدما سيطرت القوات الحكومية اليمنية على معظم المناطق والمواقع والتحصينات التي كان عناصر تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد يتمركزون فيها في محافظة صعدة شمال، نقلت فلول التنظيم المواجهات الى داخل مدينة صعدة وضواحيها، حيث دارت معارك شوارع سقط فيها عشرات القتلى والجرحى في صفوف"الحوثيين"أتباع التنظيم الذين اعتمدوا أساليب الجماعات الإسلامية المتطرفة في عملياتها المسلحة داخل المدن. لكن القوات الحكومية استعادت خلال عشر ساعات من المواجهات الضارية داخل المدينة وضواحيها كثيراً من المواقع، ومنها فنادق ومحلات ومنازل تمركز فيها المتمردون بقوة السلاح، واعتقلت تسعين من أنصار الحوثي الأب. وأكدت مصادر متطابقة سقوط 18 قتيلاً من المتمردين و4 ضباط من الشرطة وعدد غير محدد من المدنيين، واصيب العشرات من مختلف الاطراف. وتمكنت القوات الحكومية ظهراً من احكام سيطرتها المطلقة على محافظة صعدة. وقالت ل"الحياة"مصادر قبلية في المحافظة إن قوات من الجيش وفرقاً من قوات مكافحة الإرهاب، خاضت معارك هي الأعنف ضد المتمردين في مناطق شافعة والرزامات ووادي نشور، وتمكنت خلالها من اقتحام مواقع تحصن فيها المتمردون في جبال تلك المناطق وأوديتها وقراها، وفرضت سيطرتها الكاملة هناك، باستثناء منطقتي جبل أم عيسى وآل صلاح اللتين يُعتقد بأن زعماء التمرد يتمركزون فيهما. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن ما يزيد على سبعين من المتمردين قتلوا خلال تلك المواجهات، فيما قتل وجرح حوالي ثلاثين من عناصر الجيش. وامتدت الاشتباكات الى شوارع مدينة صعدة فجر أمس، وأفاد شهود ان أنصار الحوثي شنوا سلسلة هجمات على عدد من المنشآت والمكاتب الحكومية وبعض المواقع العسكرية في المدينة، وسُمع تبادل النار ودوي انفجارات في جهات من المدينة التي تحولت الى مدينة أشباح. وأشارت مصادر الى أن مسلحين من أنصار الحوثي اقتحموا مدارس ومباني حكومية، وتمركزوا فيها وتبادلوا اطلاق النار منها مع قوات من الشرطة والجيش. وقال مصدر قبلي في مديرية كتاف التي تنتمي اليها مناطق المتمردين، إن أكثر من سبعين من انصار الحوثي قتلوا خلال المواجهات التي امتدت منذ الاربعاء حتى مساء الخميس، وعثر على جثثهم داخل التحصينات الجبلية، في حين سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الجيش، خصوصاً حين نفذت قوات مكافحة الارهاب إنزالاً مظلياً على قمم جبال محيطة بمعاقل المتمردين الرئيسة في منطقتي الرزامات ووادي نشور أول من أمس. وأشار المصدر الى أن قوات الجيش تمشط تلك المناطق حيث تطارد زعماء التمرد، وعلى رأسهم بدر الدين الحوثي الاب والقادة الميدانيون ومنهم عبدالله الرزامي وعبدالملك الحوثي ويوسف المدائي، المطلوب الرئيسي في عملية التمرد. وأكدت مصادر قبلية اعتقال عشرات من المتمردين، معظمهم من الشباب ممن تراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة.