تضافرت جهود دول العالم والمنظمات الدولية والقطاع الخاص بهدف تخفيف العبء عن المستهلك الأميركي وأسواق استهلاك المنتجات النفطية العالمية بعد ان أدت كارثة إعصار"كاترينا"إلى تعطيل نحو 90 في المئة من منشآت تكرير النفط في ولاية لويزيانا، إضافة إلى خطوط الأنابيب التي توزع المنتجات البترولية على مناطق واسعة من الولاياتالمتحدة، مما أدى بالتالي إلى خسارة نحو 10 في المئة من إنتاج الوقود المخصص للاستهلاك الأميركي اليومي. إذ تعهّدت وكالة الطاقة الدولية أن"تفرج الدول الأعضاء فيها 26 دولة من ضمنها الولاياتالمتحدة عن مليوني برميل يومياً من النفط ومنتجاته من إحتياط البترول الاستراتيجي الخاص بها لمدة 30 يوماً، بهدف المساعدة في تخفيف أزمة نقص الوقود في الولاياتالمتحدة التي تقدر بنحو 1.5 برميل نفط خام ومليوني برميل طاقة تكرير ضائعة يومياً"، مشيرة الى انه"على رغم ان الضرر الأولي للإعصار كان مناطقياً، غير ان الأثر على سوق النفط انعكس دولياً". وأوضحت ان"مجلس محافظي الوكالة سيجتمع خلال أسبوعين في 15 أيلول سبتمبر الجاري، بهدف تقييم أداء سوق النفط العالمية ومراجعة مفعول الخطوة الجماعية المتخذة"، علماً ان الدول الأعضاء في وكالة الطاقة الدولية تملك مجتمعة نحو 4 بلايين برميل من الاحتياط النفطي الذي يتوزع على الحكومات والقطاع الخاص 85 في المئة منه نفط خام. من جانبها، أعلنت منظمة"أوبك"في بيان صحافي أنها تدرس اتخاذ إجراءات إضافية، إلى جانب عرضها زيادة إمداداتها من النفط إلى الأسواق العالمية. وأشار رئيس"أوبك"الشيخ أحمد فهد الأحمد الصباح في البيان ان"أوبك على اتصال متواصل مع السلطات الأميركية ووكالة الطاقة الدولية بهدف تحديد الإجراءات الإضافية التي في مقدور منتجي النفط اتخاذها للمساعدة". وبصفته أيضاً وزيراً للطاقة في الكويت، أشار الى ان"مؤسسة البترول الكويتية مستعدّة للمساهمة في تأمين النفط الخام والمنتجات النفطية لتخفيف النقص النفطي الذي تواجهه الولاياتالمتحدة". وعلمت"الحياة"ان بعض أقطار"أوبك"على اتصال مع وكالة الطاقة الدولية لتوفير ما هو ممكن. ولكن المشكلة التي تواجه دول المنظمة هي أنها تستطيع توفير نفط خام، بينما معظم المنتجات البترولية المتوافرة لديها لا يتلاءم مع المواصفات المطلوبة في الولاياتالمتحدة. لكن يبدو ان السلطات الأميركية اتخذت قراراً استثنائياً بالتغاضي عن مواصفات الجودة المطلوبة عادة، كما أعلنت أنها ستسمح للناقلات التي تحمل رايات غير أميركية التنقل بين المرافئ الأميركية بهدف تفريغ حمولتها". من جهة أخرى، سارعت مئات الشركات والأفراد من القطاع الخاص الأميركي والعالمي إلى تقديم المساعدات المالية والمعنوية للضحايا، إذ أعلنت شركة"سعودي ريفايننغ إنكوربوريشن"، التابعة لمجموعة"أرامكو السعودية"، من مركزها في ولاية تكساس الأميركية أنها"تبرعت بنحو 5 ملايين دولار لصالح منظمة الصليب الأحمر الأميركي بهدف دعم جهود الإنقاذ لضحايا الإعصار". وأعلنت شركة"ماستركارد إنترناشونال"الأميركية عن تقديم منحة مالية بقيمة 500 ألف دولار للصليب الأحمر الأميركي و500 ألف أخرى لصالح منظمة"أميريكير"، كما أعلنت عن برنامج إغاثة يهدف إلى تجميع تبرعات موظفيها حول العالم، كذلك فعلت شركة الصلب"إيبسكو"الأميركية التي تبرعت ب500 ألف دولار لفرع ألاباما في الصليب الأحمر الأميركي. أكد وزير الطاقة الأميركي سامويل بودمان من واشنطن ان"وكالة الطاقة الدولية ستضع في تصرف الولاياتالمتحدة 60 مليون برميل من النفط والمشتقات النفطية"، مضيفاً ان"نحو 20 ناقلة نفط حجزت في الموانئ في الأسبوع الجاري بهدف تأمين وقود السيارات إلى الولاياتالمتحدة". وتتكفل الولاياتالمتحدة بتأمين حصة من المفترض ان تنزل إلى الأسواق الأميركية خلال 11 إلى 14 يوماً تصل إلى نحو 30 مليون برميل من النفط الخام من احتياط النفط الإستراتيجي الذي تخزنه في كهوف من الملح في ولايتي لويزيانا وتكساس، علماً أنها أفرجت عن 9.1 مليون برميل نفط خام بشكل"إعارة"لمحطات التكرير المحلية بعد ان عانت هذه الأخيرة من نقص في إمدادات النفط الخام. لكن لفت بودمان إلى أنه على رغم ذلك"قد يحصل نقص في العرض المحلي خصوصاً في وقود السيارات، على ضوء تعطل 8 محطات تكرير أميركية عن العمل". من ناحية أخرى، أعلن وزير العدل في ولاية ميشيغن مايك كوكس ان وزراء العدل في ثلاثين ولاية أميركية قرروا"فتح تحقيق واسع حول الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين في أنحاء البلاد كافة". وكانت قفزت أسعار البنزين منذ الاثنين الماضي، عندما ضربت العاصفة ولاية لويزيانا، متجاوزة 3 دولارات للغالون الواحد في عدد كبير من محطات توزيع الوقود، علماً ان عدداً من هذه المحطات توقف عن العمل الجمعة الماضي بسبب شح الإمدادات. وحذر الرئيس جورج بوش من ان"السلطات لن تتساهل مع الذين يستغلون الوضع الحالي الناجم عن توقف إنتاج وتوزيع المحروقات لجمع ثروات غير مشروعة". ولهذا الغرض، أنشأت الحكومة الأميركية دائرة لتلقي كل المعلومات حول الزيادة المفرطة في أسعار البنزين في البلاد. وتجرد الإشارة إلى ان أسواق النفط ارتاحت لهذه الخطوات المعلنة، إذ تم التداول بالنفط الخام في بورصة نيو يورك على 67.45 للبرميل في التعاملات الصباحية يوم الجمعة الماضي، كما تراجع سعر العقود الآجلة على الوقود من سعر قياسي في بداية الأسبوع وصل إلى 2.925 دولار للغالون إلى 2.22 دولار للغالون أول من أمس.