بحث الرئيس المصري حسني مبارك والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط تيري رود لارسن في شرم الشيخ بعد ظهر أمس تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية - السورية على ضوء استعداد الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقريره إلى مجلس الأمن الدولي في التاسع عشر من نيسان ابريل الجاري. وكان مبارك استقبل قبل ذلك عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إذ تلتئم اليوم الأحد قمة مصرية - بحرينية في منتجع شرم الشيخ. وصرح لارسن عقب المقابلة بأن مصر"تقوم دائماً بدور مهم وبناء للغاية بهدف استقرار السلام في المنطقة، وأيضاً حيال القضايا المتعلقة بالنزاع الفلسطيني ? الإسرائيلي"، مشيراً إلى أنه دائماً ما يتلقى"نصائح بناءة ومهمة ومفيدة وإيجابية من مصر والرئيس مبارك انطلاقاً من أن مصر هي الشريك الرئيسي في هذا الشأن". ووصف مباحثاته في مصر بأنها كانت بناءة، مشيراً إلى أنه أجرى مباحثات في وقت سابق مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيظ والوزير عمرو سليمان، كما أجرى مباحثات هاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى لوجوده في الخارج البرازيل. وأضاف لارسن أن جولته في المنطقة تشمل الأردن وسورية إلى جانب مصر وان مباحثاته مع قادة هذه الدول تستهدف الوقوف على آخر التطورات المتعلقة بالقضايا العربية الراهنة، مشيراً إلى أن هذه الجولة"يسودها روح التعاون والأمل وحسن النيات". ووصف اجتماعه السابق مع الرئيس السوري بشار الأسد بأنه"كان جيداً ومثمراً وهو ما أتوقعه في اجتماعنا اليوم الأحد مع الرئيس السوري". وحول طبيعة اللجنة التي ستشكل للتحقيق في ملابسات اغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال لارسن إن هذا الأمر أحد العناصر الرئيسية في مداولاته في جولته الحالية وأن مسألة تشكيلها ترجع إلى مجلس الأمن وهو الأمر الذي لم يتم التوصل في شأنه إلى نتيجة نهائية. ورداً على سؤال حول الإصرار على جدول زمني للانسحاب السوري من لبنان قبل أيار مايو المقبل، والضغوط الاميركية في شأن الانسحاب السوري قبل آيار وتعارض ذلك مع رغبة اللبنانيين، قال لارسن إنه لا يمكنه الرد على هذا السؤال قبل التشاور مع الأطراف المعنية. وأضاف أن الأممالمتحدة تضطلع بحوار بناء حول هذا الأمر لاسيما مع الطرفين السوري واللبناني، معرباً عن أمله في أن استمرار هذا الحوار سيحقق النتائج المرجوة، مؤكداً أنه والأمين العام للأمم المتحدة لا يمارسان عملهما تحت ضغوط. وعما يتردد عن تأجيل الانتخابات البرلمانية في لبنان، قال لارسن إن الانتخابات البرلمانية في لبنان لها صلة بتحقيق الاستقرار في لبنان وأن هذه الانتخابات يجب أن تجرى في موعدها المقرر في مناخ حر. ورداً على سؤال حول رأيه في ما يتردد من أنه يحمل للرئيس السوري تحذيراً بشأن تنفيذ القرار الدولي، قال لارسن:"إننا لا نحمل أبداً أي تحذيرات ولكننا ماضون في حوار جيد وأنني على يقين من استمرار هذا الحوار بروح التعاون نفسها". وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بحث مع لارسن - هاتفياً - التطورات الخاصة بالملف السوري - اللبناني، وصرح الناطق باسم الأمين العام حسام زكي بأن لارسن أبلغ موسى بأن الأمور تتحرك في شكل جيد سواء في ما يتعلق بالانسحاب السوري من لبنان أو التحرك اللبناني نحو التعاون في التحقيق الدولي حول اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري. وشدد موسى على أهمية أن ينعكس هذا التصور في تقرير لارسن الذي سيقدمه للأمين العام للأمم المتحدة.