دافع زكريا موسوي بشراسة وبحزم عن الأسباب التي تدفعه إلى الإقرار بأنه مذنب في الاتهامات الموجهة إليه في شأن التواطؤ في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001. ووقف الفرنسي من أصل مغربي أمام القاضية في محكمة ألكسندريا قرب واشنطن ليوني برينكيما مديراً ظهره للحضور. ورداً على سؤال للقاضية عمّا إذا كان يدرك نتائج إقراره بالذنب، قال المعتقل الوحيد في الولاياتالمتحدة في إطار التحقيق مع المسؤولين عن اعتداءات أيلول:"فهمت الأمر. نعم أعرف أن باستطاعة الحكومة الأميركية الحكم عليّ بالموت". وعن إدراكه أن بعض التهم الست الموجهة إليه يمكن أن تتضمن غرامات مالية، قال:"نعم سيدتي، إلا أنني لا أرى تماماً كيف سأتمكن من تدبير المال". وبدت لهجة موسوي حازمة وواثقة وتبين مع لكنته الفرنسية الظاهرة انه يتقن الإنكليزية تماماً ولا يفوته أي تعبير قانوني أميركي مهما كان معقداً. وقال:"قرأت الاتهامات الموجهة إلي عشر مرات وفهمت أهمية كل فقرة فيها". وعما إذا كان يعرف أن الحكومة لا تضمن له حكماً مخففاً في مقابل إقراره بالذنب، قال:"لا أتوقع أي تسامح من الأميركيين". وبعدما وافقت القاضية أخيراً على قراره، قالت لتبرر رأيها إن موسوي واع وقادر على اتخاذ القرارات التي يعتبرها مناسبة له:"انه رجل فائق الذكاء ويفهم تعقيدات النظام القضائي الأميركي أكثر من بعض المحامين الذين مروا في هذه القاعة". شرح تفصيلي وباشر موسوي تقديم شرح تفصيلي للحجج التي يريد عرضها على هيئة المحلفين التي ستصدر الحكم عليه، فحاولت القاضية مقاطعته، إلا أنه رد عليها قائلاً:"تريدين إسكاتي وتنظيم المسرحية التي تريدونها، على الجميع أن يدرك أنني لا أقدم نفسي على أنني شهيد 11 أيلول". وأقر بذنبه في ست تهم رئيسة وجهت إليه، بينها أربع عقوبتها الإعدام، وهي: التآمر لارتكاب اعتداء، خطف طائرة، تدمير طائرة، واستخدام أسلحة دمار شامل. كما انه متهم بالتآمر لارتكاب جريمة قتل وتدمير ممتلكات، وعقوبة هاتين التهمتين السجن المؤبد. وبإقراره بذنبه، يسهل موسوي عمل المحكمة التي سارعت إلى التشديد على طلبها بتطبيق عقوبة الإعدام بحقه، كما انه يلغي إمكان إجراء محاكمة، إذ سيحدد موعد لقيام لجنة المحلفين بإصدار حكمها بحقه. الخلاف مع محاميه وجلس إلى يسار موسوي آلن ياماموتو، الوحيد من بين المحامين الأربعة الذين عينتهم له المحكمة الذي وافق على الكلام معه خلال الأسابيع القليلة الماضية. أما الثلاثة الآخرون الذين يعارضون بشدة موقفه في شأن الإقرار بالذنب، فجلسوا في القاعة مع الجمهور. وقال موسوي محاولاً شرح موقفه بعدما أقر بأنه مذنب في أربع تهم تصل عقوباتها إلى الإعدام:"لا أريد أن يُفهم وكأنني أسعى إلى الموت، سأقاتل بكل ما أوتيت من قوة ضد حكم الإعدام". كما ندد ب"المشاركة غير الفاعلة"لمحاميه الذين اعتبر انهم "قدموا له النصائح السيئة". إعلان الوقائع وفي"إعلان الوقائع"الذي وقعه، أقرّ موسوي بأنه مذنب عبر التواطؤ في اعتداءات أيلول، إلا انه نفى أي تورط مباشر له فيها، لأنه كان يعد لتنفيذ اعتداء آخر ضد البيت الأبيض. وأكد الإعلان أن"موسوي كان يعرف مشاريع"القاعدة"المتعلقة بتوجيه طائرات ضد مبان كبيرة في الولاياتالمتحدة، ووافق على الذهاب إلى أميركا للمشاركة في هذا المشروع". وأضاف"اختار بن لادن موسوي شخصياً للمشاركة... وقال لموسوي: صحراوي، تذكر حلمك". وأبو خالد الصحراوي هو أحد الأسماء المستعارة التي يستخدمها موسوي. كما أوضح الإعلان أن المتهم أقسم الولاء لبن لادن وتدرب في معسكر القاعدة في أفغانستان وأدار مكاناً لاستقبال المجموعة في قندهار. وتلا إعلان الوقائع قبل توقيعه، الذي أضاف فوقه عبارة"قائد الطائرة الرقم 02"على غرار ما كان يكتبه في رسائله إلى المحكمة.