صوتت رابطة الأساتذة الجامعيين في بريطانيا أمس لمصلحة قرار بمقاطعة جامعتين اسرائيليتين بسبب فشلهما في انتقاد سياسات الدولة العبرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على رغم معارضة الأمين العام للرابطة ذلك. وأدلت وفود أكاديمية في مؤتمر عقد في ايستبورن بأصواتها لمصلحة مقاطعة فورية لجامعتي حيفا التي اتهموها بتقييد الحرية الأكاديمية لأساتذة فيها ينتقدون سياسات الحكومة، وبار إيلان التي تملك كلية في مستوطنة"أرييل"المقامة على أراضي الضفة الغربيةالمحتلة. وعلت الأصوات المرحبة بالقرار الذي أصبح سياسة رسمية في الرابطة بعد التصويت لمصلحته. ونقلت صحيفة"ذي غارديان"عن شيرين بنجامين التي شاركت في صوغ القرار قولها:"كأستاذة أُشيد بمناقشة الناس هذا الأمر... نعتقد بأن مقاطعة حيفا ستبعث رسالة واضحة عن الحرية الأكاديمية في اسرائيل". الى ذلك، دافعت أكاديمية بريطانية عن قرار مقاطعة جامعات في إسرائيل، وأكدت سو بلاكول المحاضرة في جامعة بيرمنغهام وسط انكلترا أن من المستحيل معاملة"الأكاديميين من إسرائيل باعتبارهم مواطنين عاديين من دولة عادية". وقالت في حديث الى الصحيفة إن الموافقة على هذا الاقتراح ستزيد الضغط على"دولة إسرائيل غير المشروعة"، متهمة الجامعات الإسرائيلية بأنها"متورطة في إساءة معاملة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة". وكان نحو 250 أكاديمياً بريطانياً بارزاً أعربوا عن قلقهم في تصريحات الى الصحيفة ازاء هذا الاقتراح، إذ زعموا أنه من الضروري أن"يكون هناك تدفق حر للأفكار"بين الجامعات من دون أي تأثير سياسي. لكن فكرة المقاطعة لاقت دعماً عندما أعلنت السلطة الفلسطينية تأييدها الاقتراح. وأبلغ الوزير الفلسطيني غسان الخطيب الصحيفة بأن"على الأكاديميين في العالم أن يعتبروا نظراءهم الإسرائيليين مسؤولين عن تصرفات حكومتهم وربما يؤدي ذلك الى ايقاظ ضمائرهم". وأشارت الصحيفة الى أن الأكاديميين الذين ينفذون المقاطعة قد ينتهكون بذلك مبدأ إتاحة الفرص المتساوية التي على الجامعات الالتزام به. يذكر أن الاقتراح الاساسي يقضي بمقاطعة جامعة حيفا وجامعة بار ايلان والجامعة العبرية في القدس، وذلك بسبب تورطهم في سياسات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، واتهامات بأن الأكاديميين الإسرائيليين يتعرضون للعقاب إذا ما أعربوا عن معارضتهم لسياسات حكومتهم. وتنفي الجامعات الإسرائيلية الثلاث هذه الاتهامات. وأكدت بلاكول في حديثها الى الصحيفة أنه من الضروري أن يتخذ الأكاديميون موقفاً ضد"دولة التفرقة العنصرية". وقالت إن هناك"جداراً من الصمت وتورطاً كبيراً في ما يجري، فهم من ناحية لا يقولون شيئاً عن الاحتلال، ومن ناحية أخرى فإنهم يتوقعون أن تمضي الأمور على نحو طبيعي". وأضافت أن الأكاديميين الإسرائيليين"يتوقعون أن يشاركوا في المؤتمرات الدولية"، مشيرة الى أن"حملة المقاطعة هي لتأكيد أن من الضروري اتخاذ موقف إما مع الاحتلال أو ضده". وأوضحت أن الذين يعترضون على المقاطعة لا يفهمون"حجم تورط الأكاديميين الإسرائيليين على نحو روتيني في مواقف عنصرية ضد العرب عموماً وطلابهم خصوصاً"، معتبرة أن لا وجود لحرية أكاديمية في إسرائيل.