نفت مصادر حكومية مغربية وجود علاقات اقتصادية أو تجارية مع إسرائيل في الوقت الحاضر، مؤكدة التزام المغرب بقرارات الجامعة العربية بيروت وتونس والجزائر منذ إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط في تشرين الاول أكتوبر 2000 عقب انفجار الانتفاضة الفلسطينية الثانية. ونفى وزير الزراعة والتنمية القروية والصيد البحري محمد العنصر ان يكون المغرب استورد بذوراً إسرائيلية لانتاج البندورة، التي يعتبر المغرب أحد اكبر منتجيها في المنطقة، ويصدر معظمها إلى الاتحاد الأوروبي . وأكد الوزير انه "لا توجد أي سلعة مستوردة إلى المغرب تحمل عبارة - صنع في إسرائيل- لان المغرب لا يملك علاقات تجارية مباشرة مع الدولة العبرية". لكن الوزير الذي كان يتحدث في البرلمان مساء أول أمس لم يخف إمكان قيام تجارة ثلاثية عبر أطراف أخرى لم يحددها، تقوم بتسويق منتجات إسرائيلية تحت أسماء شركات أوروبية أو أميركية. وكانت جهات زراعية مغربية اتهمت شركات أوروبية باستيراد بذور ملوثة من إسرائيل تسببت في خسائر لمزارعين محليين دأبوا على انتاج وتصدير البندورة. ويلتزم المغرب بحسب تصريحات مسؤولين ل"الحياة"، بالمقاطعة التجارية من الدرجة الأولى، أي الاستيراد أو التصدير مباشرة إلى إسرائيل لكن المغرب في المقابل يتعامل مع شركات دولية لها تواجد في إسرائيل ومسجلة في مناطق أخرى. وكان مكتب التصدير الإسرائيلي أشار أخيراً إلى ان صادرات إسرائيل إلى المغرب زادت نحو ستة في المئة لتصل إلى 4 ملايين دولار في 2003، بينما تراجعت الواردات إلى 1.5 مليون دولار. وقدر حجم التجارة مع الدول العربية بنحو 98 مليون دولار. ولم تعلق الأوساط المغربية على تلك الأرقام، واكتفت بالإشارة إلى ان التجارة البينية بين المغرب وإسرائيل متوقفة منذ فترة طويلة منذ إغلاق مكتب الاتصال ، لكن ذلك لا يمنع شركات أجنبية من إقامة تجارة ثلاثية الأطراف، وهو أمر يصعب التأكد منه. ويجري الحديث منذ بضعة أسابيع عن احتمال إعادة فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط وامكان قيام رئيس حزب العمال شمعون بيريز بزيارة الى الرباط في المرحلة المقبلة. وكان المسؤول الإسرائيلي التقى مسؤولين مغاربة في الفترة الأخيرة في عدد من اللقاءات الأوروبية خصوصاً في مدريد وجنيف. ويربط المغرب حالياً بين إمكان إعادة التطبيع الاقتصادي مع إسرائيل، وحصول تقدم على الأرض في عملية السلام في الشرق الأوسط، وتمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه. وكانت العلاقات الاقتصادية المغربية - الإسرائيلية شهدت بعض الانتعاش في أواسط التسعينات من القرن الماضي، عقب القمة الاقتصادية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، التي عقدت في الدار البيضاء في خريف 1994، لكن تعثر عملية السلام في المنطقة أوقف تلك الاتصالات بعد عام 2000 الانتفاضة الثانية . وبحسب الأوساط الإسرائيلية، يوجد المغرب على رأس عشر دول عربية ترغب تل أبيب في تطوير علاقاتها التجارية والاقتصادية والثقافية معها. يشار الى ان عشرات آلاف اليهود من أصول مغربية يزورون المغرب سنوياً للمشاركة في مهرجانات ثقافية ودينية وسياحية، ويتواجد في إسرائيل نحو 700 ألف مواطن من اصل مغربي، بعضهم لا يزال يملك عقارات في المغرب.