رجح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان تبدأ بلاده سحب قواتها من العراق العام المقبل، في حين اكد مساعد وزير الدفاع الاميركي دوغلاس فيث ان واشنطن ستبذل أقصى الجهود للحفاظ على متانة التحالف في العراق. وفي خضم الحملة الانتخابية في بريطانيا، حاول سترو في حديث نشرته صحيفة"فايننشال تايمز"أمس، ان يضع جدولاً زمنياً للانسحاب من العراق، بينما لا تزال الانتقادات توجه الى حكومة توني بلير بالنسبة الى غزو العراق والآثار التي ترتبت علىه. ولا تزال المعارضة في بريطانيا وكذلك قطاع من الرأي العام يوجه اللوم في معالجة الأوضاع في العراق الى بلير، خصوصاً الاتهامات الواسعة ضده بفقدانه الصدقية والثقة، بعدما تأكد عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق. لكن سترو أوضح انه لن يكون هناك خفض للقوات البريطانية في العراق قبل نهاية السنة. ويقدر عددها حالياً بحوالي عشرة آلاف جندي يتمركز معظمهم في جنوبالعراق. يذكر ان التفويض الممنوح من الأممالمتحدة للولايات المتحدةوبريطانيا لنشر قواتهما في العراق، ينتهي آخر السنة. وكان حزب"العمال"البريطاني الحاكم اكد في برنامجه الانتخابي امس ان القوات البريطانية ستبقى في العراق طالما أرادت ذلك الحكومة العراقية. لكنه توقع ألا تطلب سحب القوات المتعددة الجنسية. إلا انه أشار الى ان من الضروري تجديد تفويض الأممالمتحدة لاستمرار وجود القوات في العراق. وقال انه واثق بنسبة 99 في المئة بأن القوات البريطانية ستبقى في العراق حتى نهاية السنة، إلا انه أوضح ان بريطانيا ستعلن في الخريف كيفية البدء بسحب قواتها بالتشاور مع شركائها الدوليين، بمن فيهم الولاياتالمتحدة. واللافت ان ليس من المعتاد ان يدلي وزير الخارجية في بريطانيا بأحاديث صحافية عن شؤون دولية أثناء الحملة الانتخابية. لكن موضوع العراق اصبح رئيسياً في الحملة، خصوصاً من جانب حزب"الأحرار الديموقراطيين"، لذلك فإن سترو الذي سيخوض معركة شرسة في دائرته الانتخابية التي تقطنها جالية اسلامية كبيرة تقدر بحوالي عشرين ألف شخص أراد ان يطمئنها الى وجود استراتيجية للخروج من العراق. فيث وفي بروكسيل، أعلن مسؤول بارز في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان الولاياتالمتحدة ستبذل أقصى الجهود للحفاظ على متانة التحالف في العراق قدر الإمكان، رغم عزم بعض الدول الأعضاء مثل بولندا سحب قواتها من هذا البلد. وقال دوغلاس فيث خلال زيارة لمقر الحلف الاطلسي في بروكسيل:"سنعمل مع شركائنا في التحالف للحفاظ على متانته قدر الإمكان، لكننا نتفهم بالتأكيد التغييرات المقبلة". وتابع أمام الصحافيين:"نتفهم ان تلك الدول تتعرض لضغوط لتعديل موقفها"، معترفاً ب"المساهمة الكبرى والتضحيات"التي قدمها اعضاء التحالف. وجاءت تصريحات فيث الذي يتخلى عن مهماته بحلول الصيف، رداً على اعلان وارسو الثلثاء انها ستسحب قواتها من العراق نهاية السنة، حين تنتهي مهمة القوة المتعددة الجنسية في هذا البلد. وذكر ان مستوى قوات التحالف في العراق مرتبط بتطور قدرة قوات الأمن في البلد، وكثافة العمليات المسلحة وحجم المساهمات الدولية المقبلة. والتقى المسؤول الاميركي الأربعاء سفراء الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي، واطلعهم على الاستراتيجية الدفاعية والعسكرية الاميركية. وقال ان احد الأسس الرئيسية لهذه الاستراتيجية هو ان الولاياتالمتحدة تعتقد بأن"الكثير من مشاكل الأمن القومي التي نواجهها، لا يمكننا معالجتها كلياً بالوسائل العسكرية، ولا يمكننا معالجتها بمفردنا".