ذكر ديبلوماسيون ان حلف شمال الاطلسي قد يساهم في احلال الاستقرار في العراق، لكنه ليس في عجلة من أمره لإلزام نفسه بذلك بعدما كاد عقده ينفرط قبل بدء الحرب على العراق في 20 آذار مارس الماضي. وأعرب الامين العام للحلف جورج روبرتسون عن قلقه من انتشار المشاعر المعادية لاميركا، وحذر من ان ذلك قد يؤدي الى "انعكاسات مضرة جداً على أمن العالم". وسيزور رئيس هيئة الاركان الاميركية الجنرال ريتشارد مايرز مقر الحلف في بروكسيل غداً بعد جولة في منطقة الخليج. لكن لا يلوح في الأفق اي اعلان عن دور محتمل للحلف في العراق. وقال احد الديبلوماسيين طالباً عدم الكشف عن اسمه: "مشاركة الحلف ليست امراً مستبعداً، لكنها ليست مطروحة الآن"". وكانت الولاياتالمتحدة طرحت في نهاية العام الماضي احتمال لعب حلف شمال الاطلسي، الذي يضم 19 عضواً، دوراً في عراق ما بعد الحرب. وسرعان ما استبعد ذلك الاقتراح بعدما دخل الحلف في أزمة سببها الدول الثلاث المعارضة للحرب، وهي فرنسا والمانيا وبلجيكا، في شأن امكان دعم الحلف لدفاعات تركيا، العضو في الحلف تمهيداً للحرب على العراق. واحيا وزير الخارجية الاميركي كولن باول تلك الفكرة خلال زيارة قام بها الى بروكسيل قبيل سقوط نظام صدام حسين. ولكن، بعد شهر على سقوط العاصمة العراقية في ايدي قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة، ما زال الامين العام للحلف جورج روبرتسون يصر على ان من المبكر جداً السعي للحصول على توافق في شأن دور للحلف في العراق. وكان روبرتسون صرح الاسبوع الماضي بأن "بعض الدول يعتقد بأن حلف شمال الاطلسي ربما يكون له دور في مرحلة ما بعد النزاع، الا اننا نحتاج الى وضع اكثر استقراراً قبل ان نتخذ قرارات". ويعتقد كثيرون ان التداعيات الديبلوماسية للأزمة التي شهدها الحلف في شباط فبراير وكانت الاسوأ التي يمر بها منذ تأسيسه قبل 54 عاماً، لم تتبدد بعد. وقال مصدر يشارك في المحادثات الماراثونية التي أدت الى حل الخلاف "كان شهرا شباط فبراير وآذار مارس سيئين بالنسبة الينا ... ولكننا الآن اكثر تفاؤلاً". ولم تجر اي محادثات رسمية بناء على طلب الولاياتالمتحدة في شأن لعب الحلف اي دور في عراق ما بعد الحرب، وتحرص واشنطن على عدم فرض هذه القضية على جدول الاعمال، بينما تصر فرنسا، التي تعهدت بلعب دور "عملي" اكثر في شأن العراق، على ان قيام الحلف بمهمة يحتاج الى موافقة من الاممالمتحدة، وهو الامر الذي تتم مناقشته في مقر الاممالمتحدة بنيويورك حالياً. وكان وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان صرح في مقابلة صحافية الاسبوع الماضي بأن باريس مستعدة "للبحث في اي مشاركة للحلف التي يجب ان تكون في اطار الاممالمتحدة". ويراقب الحلف الاطلسي المحادثات لتشكيل قوة استقرار متعددة الجنسية ربما تقسم العراق الى ثلاثة قطاعات باشراف اميركا وبريطانيا وبولندا. الى ذلك، حذر الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون في مقابلة مع "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي نشرت أمس من ان انتشار المشاعر المعادية للولايات المتحدة قد يؤدي بهذه الدولة الى اتخاذ مواقف اكثر انعزالية على الساحة الدولية مما ستكون له انعكاسات مضرة. وقال روبرتسون: "لا اعتبر المعاداة للولايات المتحدة انتقاداً لسياسات بعينها او حتى لرئيس بعينه، ولكنها نوع من الرأي العنصري بأن الولاياتالمتحدة مخطئة من ناحية المبدأ ومخطئة من ناحية الممارسة". وقال روبرتسون في برنامج وثائقي عن علاقات بريطانيا مع الولاياتالمتحدة وبقية دول اوروبا: "اذا استمروا في التعرض للانتقاد بهذه الطريقة غير المنطقية والعاطفية، فإنني أرى ان نتيجة ذلك ستكون فك الالتزام، وان هذا سيكون اكثر خطراً علينا جميعاً من التدخل الاميركي". من ناحيته قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو في البرنامج نفسه انه "قلق حيال مشاعر المعاداة للولايات المتحدة" في بريطانيا. واضاف: "اعتقد ان الناس باتوا مهووسين بالولاياتالمتحدة بسبب ثروتها وقوتها الهائلتين. اعتقد ان هذا النوع من المعاداة للولايات المتحدة قد اصبح رائجاً".