من لا يعرف هرمون الأنسولين الذي تطرحه غدة البانكرياس من دون سواها، ومهمته الاساسية حرق السكر وتنظيم مستواه في الدم. الجديد عن هذا الموضوع هو ان الدماغ ايضاً يفرز الانسولين، وهذا الكلام ليس ضرباً من الخيال بل امر واقع تمكن البحاثة من اكتشافه للمرة الاولى عند دراستهم ادمغة مجموعة من القوارض، وبعد ذلك قاموا بإجراء تحريات دقيقة على امخاخ الاشخاص المصابين بداء الخرف الشيخي الزهايمر فكانت دهشتهم كبيرة عندما لاحظوا ان منطقة"هيبو كامب"المسؤولة عن الذاكرة تنتج كمية اقل من الطبيعي من هرمون الانسولين لا بل ان انتاجه يصل الى الصفر في الخلايا العصبية الميتة، فهل هذا يعني ان هناك نوعاً ثالثاً من الداء السكري؟ الدكتورة سوزان دي لامونت الاختصاصية في علم الامراض العصبية في جامعة رود آيلاند الاميركية قالت انه ما زال سابقاً لأوانه التفكير في هذا الاتجاه وان هذا النوع من السكري يختلف كلياً عن النوعين الاول والثاني المعروفين، فالكمية التي يفرزها الدماغ من الانسولين شحيحة جداً وهي لا تقدم ولا تؤخر في مستوى السكر في الدم، على خلاف ما هي الحال في الداء السكري الشبابي والكهلي. هل من فائدة لهذا الكشف الفريد؟ صحيح ان المعلومات المتوافرة حول انسولين الدماغ ما زالت ضحلة ولكنها مشجعة لاجراء المزيد من البحوث ومن يدري فقد تفتح الطريق لايجاد خروقات على صعيد الوقاية والعلاج لداء الزهايمر.