كشف وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم، خلال زيارته للقاهرة امس، ان البلدين اقتربا من توقيع اتفاق على تصدير الغاز المصري الى اسرائيل. وطالب شالوم مصر بالمساهمة في تطبيع العلاقات بين الدول العربية واسرائيل. في غضون ذلك، اكد رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع امس تعقيباً على تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش بعد محادثاته في مزرعته بولاية تكساس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون رفض الفلسطينيين"رفضاً قاطعاً"بقاء الكتل الاستيطانية في اراضيهم. وفيما اختلفت الآراء الاسرائيليية في تقويم نتائج زيارة شارون لأميركا، كتب مراسل صحيفة"يديعوت أحرونوت"العبرية شمعون شيفر أن"الرئيس بوش يرى عملياً في سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة بعد الانسحاب منه اختباراً لقدراتها على إدارة شؤون دولة، أو بكلمات أبسط دولة موقتة، ما يعزز مخاوف الفلسطينيين من مؤامرة أميركية - اسرائيلية بإقامة الدولة الموقتة في حدود غزة". راجع ص 8 يذكر ان الرئيس الاميركي قال في طريق عودته الى واشنطن بعد جنازة البابا يوحنا بولس الثاني السبت الماضي في اشارة الى الفلسطينيين:"نحتاج الى بناء مؤسسات والى جهود دولية تشجع الاقتصاد وتنشطه لتكون هناك حكومة في غزة اكثر قدرة على التحدث عن آمال الذين يعيشون في غزة". وصرح بوش للصحافيين على متن طائرته ايضاً، مستبقاً زيارة شارون، بأنه يرفض توسيع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية. وفي رام الله، اطلق قريع في افتتاح الاجتماع الاسبوعي للحكومة الفلسطينية"رفضاً قاطعاً التعاطي مع الكتل الاستيطانية خصوصاً تلك التي تحيط بالقدس مثل معاليه ادوميم وبسغات زئيف، لأنها اراض فلسطينية محتلة عام 1967 وهناك قرارات دولية ولن نقبل استباق نتائج مفاوضات الوضع النهائي. نتمسك بالحدود 1967 وبمدينة القدس عاصمة لدولتنا ولن نفرط بأي ذرّة من تراب القدس، وبدون القدس لا دولة". في المقابل، نقل مراسل إذاعة الجيش الاسرائيلي الذي رافق شارون في زيارته عن مستشار شارون الخاص دوف فايسغلاس أن اللقاء مع بوش كان ودياً للغاية وتم في أجواء مريحة"لم نعرف مثلها من قبل". وأشارت صحيفة"هآرتس"الى أن عدم التوافق بين بوش وشارون تجلى في ثلاث مسائل: توسيع الاستيطان، الموقف من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، ومواصلة العملية السياسية بعد الانسحاب من غزة. لكنها نقلت في المقابل عن شارون قوله إن الزيارة كانت جيدة من دون خلافات وأن الولاياتالمتحدة عارضت"منذ اليوم الأول"الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967"إلاّ أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة عملت للسيطرة على مناطق مهمة من الناحية الاستراتيجية". شالوم في القاهرة الى ذلك، طالب وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم أمس القاهرة بمساعدة اسرائيل على تطبيع علاقاتها مع الدول العربية وبالضغط على الفلسطينيين لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه من سماهم ب"الارهابيين". واعتبر شالوم اثر لقائه الرئيس المصري حسني مبارك أن"اسرائيل ومصر ستكسبان الكثير عبر تطوير علاقات الدولة العبرية ببقية الدول العربية، ولهذا أعتقد أن من المهم جداً اطلاق خريطة طريق جديدة لتحسين علاقات اسرائيل مع العالم العربي". وكشف شالوم أن اسرائيل ومصر أصبحتا الآن قريبتين من التوقيع على اتفاق خاص بتصدير الغاز المصري الى اسرائيل. وأوضح أن هناك مناقشة لتأسيس تعاون ثلاثي تشترك فيه اليابان في مجال الزراعة، واصفاً العلاقات بين هاتين الدولتين بأنها"أساس الاستقرار في المنطقة خلال الأعوام ال26 الماضية وستظل كذلك في المستقبل". وشدد شالوم على أنه طلب من الرئيس المصري"مواصلة جهوده الكبيرة لتشجيع الاتجاهات المعتدلة لدى الجانب الفلسطيني"، مؤكداً ضرورة أن"يوضع مصير عملية السلام في أيدي المعتدلين بدلاً من المتطرفين". في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط إن لقاء مبارك - شالوم تناول الوضع في المنطقة والجهود التي تُبذل في عملية السلام، والموقف بين الفلسطينيين والاسرائيليين والحاجة الى تنفيذ خريطة الطريق للتحرك نحو الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية. وزاد أن التشاور بين الجانبين مستمر بشأن صوغ تفاهم في شأن ممر صلاح الدين ووجود قوات حرس الحدود المصرية على خط الحدود لتأمينها.