تعهد الرئيس جورج بوش سحب القوات الاميركية من العراق، فور التأكد من قدرة قواته على ادارة الوضع، في حين نقل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي زار بغداد فجأة أمس،"رسالة"تحذير الى القيادة العراقية المنتخبة، ذات ثلاث لاءات: واشنطن لن تؤيد حملة"تطهير"في وزارتي الدفاع والداخلية وفي الاستخبارات، وتعارض المحاصصة في الوزارات الى الحد الذي يشيع"الفساد"، وتعارض تأخير صوغ الدستور الجديد. وأعلن الوزير بعد لقائه الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء المكلف ابراهيم الجعفري، ان ادارة بوش لم تضع بعد استراتيجية لسحب قواتها من العراق، معتبراً اياها رهناً بقدرة القوات العراقية على تولي مهمات الأمن. راجع ص 7 وفيما شدد رامسفيلد على ضرورة التزام الجدول الزمني للمسار السياسي، بما في ذلك وضع الدستور واجراء الانتخابات، أبلغه طالباني ان الحكومة ستشكل هذا الاسبوع، ووعد بجهود ل"استئصال الفساد والارهاب"، في حين قدم الجعفري"ضمانات"لمحاربة الفساد. في الوقت ذاته، صعّدت بغداد اتهاماتها لدمشق ضمناً بالتورط بعمليات في العراق، عبر اعلان اعتقال"ارهابيين"اسلامي وبعثي، ينفذان عمليات بالتنسيق مع قياديين في"البعث"العراقي"موجودين في سورية"ومع الاستخبارات السورية. وأعلنت في بيانين ضبط"حلقة الوصل"بين"ارهابيين"في العراق وقادة"البعث"العراقي"المختبئين في سورية"، واعتقال"ارهابي عراقي اعترف بأنه من أنصار تنظيم القاعدة وله علاقة بالاستخبارات السورية"، مشيرة الى أنه كان متوجهاً الى الجانب السوري من الحدود،"لتسلم"سيارة مفخخة وتفجيرها داخل العراق. وألقى بوش خطاباً أمام كتيبة من الجيش الأميركي في قاعدة فورتهود تكساس، في ذكرى مرور سنتين على سقوط بغداد الذي شبهه بسقوط جدار برلين واعبتره"أعظم انتصار عسكري تاريخياً". وزاد ان العراق هو حلقة أساسية"لبعث التغيير في المنطقة"وفي الطريق"لثورة ديموقراطية عالمية". وتعهد سحب القوات الاميركية من العراق فور التأكد من قدرة قواته الأمنية على ادارة الوضع، ونوه بالتفوق العددي لهذه القوات اليوم 150 ألف عنصر على الجيش الاميركي والقوات الحليفة معاً. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن رامسفيلد قوله بعد محادثات مع طالباني والجعفري:"ليست لدينا استراتيجية خروج من العراق... لدينا استراتيجية انتصار، ومهمتنا تقضي بوضع البلد على طريق الديموقراطية والحرية، وحكومة ذات صفة تمثيلية". وسئل هل تنوي واشنطن ابقاء قواعد عسكرية دائمة في العراق، فأجاب ان هذه المسألة"من غير المناسب بحثها مع حكومة انتقالية". وحض الوزير الاميركي طالباني والجعفري على احترام الجدول الزمني لعرض نص الدستور النهائي على استفتاء شعبي في تشرين الأول اكتوبر المقبل، وتمنى"ألا يحصل اي تأخير"، محذراً من"الفساد"الذي قد يطيح في رأيه التقدم السياسي والاقتصادي في العراق. وتحدث وزير الدفاع الاميركي عن مادة في القانون تسمح بتأخير صوغ دستور العراق الجديد ستة شهور، قبل اجراء الانتخابات المقبلة، لكنه أعلن ان الولاياتالمتحدة ستعارض ذلك. واضاف:"اذا اراد بعضهم التأخير سعياً الى كمال في هذا المجال، لن يتحقق على الأرجح". وانتقل رامسفيلد الى صلاح الدين في شمال العراق، حيث التقى الزعيم الكردي مسعود بارزاني، قبل زيارته الموصل. "اعترافات" في بغداد، أوضح المكتب الاعلامي لوزارة الدفاع في بيان أن"دورية من مديرية حرس الحدود في الأنبار اعتقلت الأحد الماضي الارهابي ناجي خلف ابراهيم، العراقي الجنسية الذي كان يحاول التسلل الى الأراضي السورية لتسلم سيارة مفخخة من الجانب السوري بغرض تفجيرها داخل العراق". وأضاف البيان أن ابراهيم أحد سكان مدينة الكرمة و"اعترف خلال التحقيق بأنه من أنصار القاعدة وله علاقات بالاستخبارات السورية، وشارك في دورة تدريبية في اللاذقية".