55 قتيلاً وعشرات الجرحى كانوا ضحايا يوم دموي في العراق حيث تجددت امس حلقات العنف، وسقط في بغداد 43 قتيلاً و85 جريحاً بثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة، أطاحت"هدنة خجولة"واثارت ذعراً، كما عكّرت"استراحة"القوى السياسية المعنية بانجاز مسودة الدستور، بعدما مددت المهلة لإعلان ولادته الى 22 الشهر الجاري. وفي مؤشر آخر الى التدخل الأميركي المباشر في العملية السياسية، والضغط على القادة العراقيين لإنهاء مسودة الدستور، التقى رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز يرافقه قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي، الرئيس جلال طالباني في بغداد، وعقدا مؤتمراً صحافياً، أبدى خلاله مايرز تفاؤلاً بالتزام الموعد الجديد لاستكمال صوغ الدستور. وكان وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، اعتبر تمديد المهلة غير مفيد. راجع ص2 و3 في الوقت ذاته، اتهم محافظ كربلاء إيرانيين يزورون المدينة بالاتجار بالمخدرات، وممارسة"العمالة"لقوى سياسية. سقوط"الهدنة" وشهدت بغداد أمس يوماً دموياً مع عودة التفجيرات بالسيارات المفخخة، بعد"هدنة خجولة"، فيما فوض طالباني نائبه عادل عبدالمهدي توقيع عقوبة الإعدام بحق ثلاثة مدانين قضائياً، ما يمهد الطريق أمام تنفيذ أول أحكام بالاعدام منذ سقوط نظام صدام حسين. وقتل 43 شخصاً على الأقل وجرح 85 آخرون بثلاثة اعتداءات متزامنة بسيارات مفخخة صباح أمس، قرب مرآب للسيارات ومستشفى الكندي وسط بغداد، فيما أعلن بيان حكومي اعتقال 4 أشخاص يشتبه في وقوفهم وراء هذه التفجيرات. وبث التلفزيون الرسمي العراقية ان"عناصر من حرس وزارة النقل اعتقلت 4 من المشتبه فيهم في التفجيرات، وبيدهم أجهزة تحكم عن بعد، سلموا الى السلطات الأمنية لاجراء التحقيقات اللازمة معهم". وانفجرت السيارة الأولى في الساعة الثامنة إلا ربعاً صباحاً داخل المرآب. وبينما كان الناس يهربون الى الخارج، انفجرت السيارة الثانية بعد أقل من 10 دقائق عند مدخل المرآب. وانفجرت بعد نحو 15 دقيقة سيارة ثالثة عند المدخل الرئيسي لشعبة طوارئ مستشفى الكندي القريب، فيما كان يستقبل القتلى والجرحى الذين سقطوا في الانفجارين السابقين. وشوهد عدد من رجال الشرطة وقد اصابتهم حال من الفزع وهم يحملون مسدساتهم في أيديهم، ويصوبونها باتجاه أي سيارة تحاول الاقتراب منهم، فيما أطلق آخرون النار في الهواء لإبعاد الحشود. ووصف الناطق باسم الحكومة ليث كبة، منفذي الاعتداءات بأنهم"محترفو القتل الجماعي من أدوات صدام"، معتبراً أن هدفهم"نشر مسلسل الرعب واليأس، لكسر ارادة الشعب العراقي ومحاولة اسقاط الحكومة من خلال نشر الفوضى". واعترف وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات حسين علي كمال بأن امكانات الوزارة وقدرات قوات الأمن"ما زالت ناقصة، الأمر الذي يؤدي الى عودة التفجيرات الانتحارية". في الوقت ذاته، أعلنت"هيئة علماء المسلمين"مقتل أحد أعضائها بالرصاص في منطقة خان بني سعد 40 كلم شمال بغداد، فيما اعترف الجيش الأميركي بمقتل خمسة من جنوده منذ الاثنين. وفي نبأ من الفلوجة، أفادت وكالة"اسوشييتد برس"عن سقوط ثلاثة قتلى بينهم طفلان عراقيان بانفجار سيارة مفخخة في قلب المدينة. الدستور وفيما كان متوقعاً أن يرأس طالباني أمس اجتماعاً للقادة الأكراد والشيعة، في محاولة لتذليل الخلافات على مسودة الدستور، أعرب الحزب الاسلامي العراقي عن تحفظه عن الفيديرالية، منتقداً"استئثار"قوى في السلطة بإعداد المسودة، رغم مشاركة الحزب في لجنة الدستور. وحذر من"محاولات تفتيت"العراق بعد"اختراقات". وخلافاً للتفاؤل الذي أبداه الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، اثر تمديد البرلمان العراقي مهلة انجاز مسودة الدستور حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وصف وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد التمديد بأنه"غير مفيد". ونقلت وكالة"رويترز"عن الوزير قوله للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته الى باراغوي:"كلما سارعنا في انجاز الدستور، كلما قل عدد العراقيين الذين يقتلون وعدد الاميركيين وجنود قوات التحالف الذين يقتلون". لكن رامسفيلد أعرب عن اقتناعه بإمكان اجراء الاستفتاء على الدستور في الموعد المحدد، أي منتصف تشرين الأول اكتوبر. ورداً على سؤال اعتبر الوزير ان"الوقت وحده كفيل بتحديد هل يؤثر تأجيل انجاز المسودة بضعة أيام، في زيادة العمليات المسلحة". وكان لفت الثلثاء الى ان المفاوضين العراقيين حققوا"تقدماً جيداً"في شأن بعض العناصر في الدستور الجديد. وأضاف:"اعتقد بأن ما ترونه هو مكافحة الشعب العراقي للمرة الأولى مع قضايا صعبة ومهمة جداً بالنسبة الى مستقبله، تعكس تاريخ بلاده". واستدرك:"كلما أنجز الدستور سريعاً وجرى التصويت عليه، زاد احتمال أن يشعر الشعب العراقي بأن له نصيباً في البلد، وبأن لديه مجموعة مقبولة من الحلول الوسط التي ستحميهم من بعضهم بعضاً". مخدرات وسياسة على صعيد آخر، وبعد اتهامات اميركية لايران بالسعي الى ايجاد نفوذ لها في جنوبالعراق، دعا محافظ مدينة كربلاء عقيل الخزاعي الايرانيين الذين يزورون العتبات الدينية، الى التزام التعليمات الأمنية، وتفادي ادخال مخدرات أو ممارسة العمل السياسي في المدينة. وقال الخزاعي مخاطباً وفداً ايرانياً يرأسه رئيس بعثة الحج محمد رضا:"نأمل بعدم تكرار سلبيات رافقت الزوار الايرانيين في الفترات السابقة، ونأمل بألا يتاجروا بالمخدرات أو يمارسوا العمالة من خلال لقاء شخصيات سياسية في الأماكن المخصصة لسكن الزوار".