وسط"غضب أميركي"توّج باتصال الرئيس جورج بوش بالقادة العراقيين، واثر مناقشات ساخنة ومتواصلة في"يوم الدستور"، سلم أعضاء لجنة صوغه مسودته النهائية الى الجمعية الوطنية البرلمان، بعد إرجاء مسألتي حقوق المرأة وحق تقرير المصير، وهو أحد مطالب الأكراد. وكشف مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي أن كل الأطراف اتفقت على أن الفيديرالية واللامركزية هما النظام الأفضل للعراق، لافتاً في حديث الى شبكة"سي ان ان"الى اجماع على عدم تشريع أي قانون يخالف الاسلام. راجع ص2 و3 وكان أفيد أمس أن القادة العراقيين أوقفوا محاولاتهم للتوصل الى توافق على القضايا العالقة في مسودة الدستور، في ربع الساعة الأخير، ليركزوا جهودهم على محاولة تمديد مهلة انجازها وتسليمها الى الجمعية، بعد انتهائها مساء أمس، وذلك عبر تحقيق إجماع ثلاثة أرباع أعضاء البرلمان على تعديل قانون إدارة الدولة. لكن العضو الشيعي في لجنة الدستور نصار الربيعي أكد أن المسودة تسلم الى البرلمان للتصويت على مسألتي حقوق المرأة وحق"تقرير المصير"الذي يطالب به الأكراد. وبعدما أشيع عن فشل كل الجهود للتقريب بين الأطراف السياسية ازاء أهم المسائل العالقة، وعلى رأسها الفيديرالية ودور الإسلام والمرجعية الشيعية، أكدت مصادر مطلعة تلقي قادة الكتل العراقية رسالة"شديدة اللهجة"من السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد، الذي خرج غاضباً من اجتماع مع رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري وعدد من قادة الكتل، اضافة الى رئيس الجمعية الوطنية حاجم الحسني. ورفض زاد الرد على أسئلة الصحافيين، فيما أشارت المصادر الى تلقي المجتمعين اتصالاً هاتفياً من الرئيس بوش. وقالت المصادر ل"الحياة"إن مفاوضات اللحظة الأخيرة بين الكتلتين الكردية والشيعية للتوصل الى حلول وسط في شأن القضايا الخلافية في مسودة الدستور، قطعها الجعفري في شكل مفاجئ، ثم توجه للقاء السفير الإيراني، ليعلن لاحقاً تمسك كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"بمبدأ حصانة مرجعية النجف حصراً، بعدما توصل المتفاوضون الى صيغة ترفع مبدأ الحصانة في مقابل تقديم السنّة تنازلات في شأن صلاحيات رئيس الاقليم. وتحدثت المصادر عن خلافات عصفت مجدداً في خصوص طلب كتلة"الائتلاف"حذف كلمتي"المتفق عليها"من عبارة"الاسلام مصدر أساسي للتشريع، ولا يؤخذ بقانون يتعارض مع الثوابت الاسلامية المتفق عليها". وفي وقت وصلت شعبية بوش الى أدنى مستوياتها بسبب الحرب على العراق، تعرض وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لانتقادات شديدة من كبار أعضاء الكونغرس مطالبين باستقالته. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن جوزيف بيدن الديموقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، قوله:"الديموقراطية لن تحل في العراق خلال حياتي". وأضاف أن أقصى ما يمكن أن تطمح اليه ادارة بوش حالياً هو تشكيل حكومة قادرة على ضمان الأمن والسلامة في البلاد، ولا تشكل تهديداً لجيرانها. وقال بيدن لشبكة"ان بي سي"في وقت متقدم ليل الأحد:"أعتقد بأن على رامسفيلد تقديم استقالته صباح الاثنين"! أما السيناتور الجمهوري جون ماكين، فقال:"ليست لدي ثقة في رامسفيلد"، معرباً عن غضبه حيال تأكيد قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي وغيره من مسؤولي البنتاغون، ان الجيش الأميركي قد يبدأ بسحب أعداد كبيرة من قواته مطلع العام المقبل. وقال ماكين لشبكة"فوكس"الأميركية:"لدي فكرة لمخططي البنتاغون في بلادنا: اليوم الذي أستطيع فيه الهبوط في مطار بغداد وركوب سيارة غير مدرعة على الطريق السريع باتجاه"المنطقة الخضراء"، هو اليوم الذي أبدأ بالتفكير فيه بسحب القوات من العراق". واتهم بيدن رامسفيلد بأنه مسؤول شخصياً عن"الاخفاق"الأميركي في الحصول على دعم أوسع من حلفاء أميركا في الحلف الأطلسي للعمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. وبعد أكثر من أسبوع على اعلان رامسفيلد"تهريب"عبوات متطورة من ايران الى العراق، اتهم السفير الأميركي في بغدادايران باتباع"سياسة مزدوجة"، قائلاً:"إنهم يحاولون التعاون مع الحكومة العراقية، ومن جهة أخرى توسيع نفوذهم في بعض مناطق العراق ومؤسساته".