سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
40 قتيلاً للمتمردين و13 للقوات الحكومية ... و"تجمع الاصلاح" ينتقد التعتيم . تصعيد في صعده وهجومان انتقاميان في صنعاء والسفارة الاميركية تغلق ابوابها بعد البريطانية
استمرت المواجهات في محافظة صعدة اليمنية، فيما شهدت العاصمة صنعاء هجومين على خلفية التمرد الحاصل هناك. وأغلقت السفارة الاميركية في صنعاء أبوابها أمس أمام الزوار والمراجعين لاسباب ادارية وأمنية، فيما استمر اغلاق السفارة البريطانية لليوم الثالث تحسباً لأي هجوم ارهابي بعد تهديدات تلقتها الجمعة الماضي. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة"ان السفارة الاميركية اتخذت اجراءات أمنية استثنائية بالتنسيق مع اجهزة الأمن اليمنية لحماية الديبلوماسيين والمقيمين والزوار الاميركيين وحماية مبنى السفارة من أي خرق أمني أو عمل ارهابي, وتوقعت ان تعاود السفارة الاميركية فتح ابوابها اليوم. وقتل ما لا يقل عن 40 مسلحاً ينتمون لتنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد الذي يتزعمه بدرالدين الحوثي 80 عاماً، في محافظة صعدة شمال غربي البلاد، على يد القوات الحكومية في عمليات متفرقة ومواجهات عنيفة مع"الحوثيين"خلال تمشيطها لتحصينات ومواقع كان المتمردون يتمركزون فيها في مناطق"الرحيب آل صلاح لودية"في وادي نشور شمال شرقي مدينة صعدة عاصمة المحافظة التي عاد اليها الهدوء منذ صباح السبت بعد اشتباكات عنيفة ومتقطعة بين الشرطة و"الحوثيين"منذ الخميس الماضي. وأكدت مصادر متطابقة في صعدة ل"الحياة"أن القوات الحكومية تكبدت 13 قتيلاً و9 جرحى في مواجهات السبت الاحد في مناطق وادي نشور، وأنها اعتقلت 53 من المتمردين. وقالت أن أعنف الاشتباكات تدور في محيط منطقة لودية التي يعتقد بأن الحوثي الأب يختبئ فيها مع عدد من مريديه ومساعديه وابنائه وفي مقدمهم عبدالملك بدرالدين الحوثي وعبدالله الرزامي وشخص يدعى الأعصر. وقالت هذه المصادر ان العمليات العسكرية دخلت مراحلها الأخيرة على ما يبدو غير انها لم تحسم بشكل نهائي، خصوصاً أن الحوثي ومساعديه لا يزالون يديرون العمليات التي يشنها عناصر"الشباب المؤمن"ضد القوات الحكومية في المناطق التي باتت تحت سيطرتها ويتبعون اسلوب الهجمات الخاطفة. وفي هذا السياق شهدت العاصمة صنعاء هجومين منفصلين نفذهما مجهولون بقنابل يدوية على سيارتين عسكريتين جرح فيهما ضابط في القوات الجوية برتبة عميد ومرافقه أثناء مرورهما قرب باب اليمن، مدخل صنعاء القديمة. ونقل العميد الطيار مصطفى زايد الى"مستشفى الثورة"بعد الحادث الذي تقول مصادر متطابقة بأن مرتكبيه 3 أشخاص فروا بسيارة من نوع"سوزوكي". وبعد اقل من 15 ساعة على هذا الهجوم استهدف مجهولون ظهر أمس في حي الصافية سيارة عسكرية يستقلها عسكريان ولم يصابا بأذى، فيما أصيب عدد من المارة بجروح طفيفة. واعلنت في صنعاء امس وفاة الرائد محمد المؤيد الذي يعمل في ورشة الصيانة العسكرية بعد نحو اسبوع على اصابته بجروح بالغة في هجوم استهدف سيارته العسكرية بقنبلة يدوية وجرح فيه ايضاً أحد مرافقيه. وفيما عززت اجهزة الأمن اجراءاتها في العاصمة وبقية المدن اليمنية، ابلغت الشخصيات القيادية في الجيش والأمن ضرورة توخي الحذر وتشديد الاحتياطات الأمنية"تحسباً لأعمال ارهابية قد يقوم بها الحوثيون ضد مسؤولين في الحكومة ومؤسسات الجيش والأمن انتقاماً للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الحكومية في صعدة لاخماد التمرد". الى ذلك، حذر عبدالوهاب الانسي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للاصلاح الاسلامي المعارض من تفاقم الوضع في صعدة، وقال في تصريحات نشرتها صحيفة"الايام"المستقلة أمس:"اذا تركت الأمور تتفاقم هناك فإن ذلك يعطي فرصة للتدخلات الخارجية". واضاف ان حزبه لا يعرف ما يدور في صعدة"نتيجة التعتيم الحكومي على مجريات الاحداث"، وطالب بمناقشة أحداث صعدة في مجلس النواب أو على الأقل في هيئة رئاسة المجلس معتبراً"كل الاحتمالات واردة لجهة ما يحدث في صعدة". يشار ان التجمع اليمني للاصلاح يحظى بنفوذ كبير في محافظة صعدة ويتمتع معظم قياداته بمكانة بين مشايخ ووجهاء القبائل، وكان لعناصر الاصلاح دور بارز في التعاون مع القوات الحكومية في اخماد التمرد الاول للحوثي الابن صيف العام الماضي، وأشاد الرئيس علي عبدالله صالح بموقف الاصلاح المبدئي مع الاجراءات الحكومية بعد اخماد التمرد حينها ووجه انتقادات لأحزاب المعارضة واعتبرها متواطئة مع المتمردين في صعدة.