أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ان الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأمن والجيش في محافظة صعده شمال البلاد موجهة لاخماد التمرد الذي يقوده حسين بدر الدين الحوثي وليس ضد المذهب الزيدي أو الهاشميين. الى ذلك نفذت قوات من الأمن والشرطة عمليات دهم لاغلاق المدارس والمعاهد الدينية الخاصة التي لا تخضع لرقابة الدولة، ومن بينها مدارس تدرس أفكار الحوثي ومنهجه. وأشاد علي صالح في تصريحات بثها موقع "المؤتمرنت" التابع للحزب الحاكم، ضمن حوار تنشره صحيفة "البلاغ" الاسبوعية، ب"المواقف المعروفة للهاشميين أثناء قيام الثورة اليمنية واخلاصهم للوطن ودفاعهم عن الثورة والجمهورية والوحدة اليمنية"، مؤكداً ان الاجراءات العسكرية موجهة ضد حسين الحوثي لاحتواء الفتنة وليست موجهة ضد أي فئة من فئات المجتمع، كما انها ليست موجهة ضد "الهاشميين" أو ضد أبناء المذهب الزيدي "وانما هناك بعض العناصر التي تريد أن تصطاد في الماء العكر وهي التي تضمر الشر للوطن وأمنه واستقراره". وأشار علي صالح الى أن النائب يحيى بدر الدين الحوثي شقيق المتمرد "الحوثي" موجود في صنعاء، وكان من أعضاء لجنة الوساطة لاقناع أخيه بالعدول عن تمرده وليس هناك استهداف للعلامة بدر الدين الحوثي والد حسين "ما يؤكد ان الحملة العسكرية تستهدف الخارجين على القانون من دون غيرهم". وكان عدد من علماء المذهب الزيدي طالبوا الرئيس صالح بوقف الحملة العسكرية ضد الحوثي وفك الحصار على المواطنين في مناطق المواجهة في محافظة صعده و"الجنوح الى الحوار محتكمين لكتاب الله وسنة رسوله ومعالجة الآثار التي نتج عنها استخدام تلك القوة". وأكدوا في رسالة الى الرئيس صالح ان الحوثي "لم يفعل ما هو محرم شرعاً وانما السبب الأول والأخير للحملة العسكرية ضده هو اعلان التكبير والعداء لأميركا واسرائيل". وفيما تواصل القوات الحكومية حصارها لمواقع المتمردين وقصفها في جبال مران ومناطق حيدان ووادي نشور حيث يعتقد أن الحوثي موجود. وأكدت مصادر متطابقة ل"الحياة" في صعده ان القوات الحكومية قتلت نحو 27 من اتباع الحوثي ودمرت مراكز انطلاقهم لمهاجمة القوات الحكومية في قرية آل الصيفي، واعتقلت وجرحت العشرات خلال اليومين الماضيين، فيما أسفرت هذه المواجهات عن مقتل وجرح نحو 10 جنود من هذه القوات. من جهة اخرى، كان مجلس الوزراء اكد اول من امس قراره اغلاق المدارس الدينية الخاصة، الا ان الاجراءات الامنية ضدها بدأت قبل نحو اسبوع، وجرى خلالها التحفظ على المناهج التي تدرس فيها والتحقيق مع عدد من المدرسين والطلاب والقائمين عليها وملاحقة العشرات من المشتبه في اتباعهم الحوثي، وذلك في خطوة يعتبر المراقبون انها جاءت متأخرة، وكان يفترض ان تتزامن مع قرار حل المعاهد التابعة للتجمع اليمني للاصلاح قبل ثلاث سنوات، خصوصاً ان هذه المدارس ذات الاتجاه المذهبي خالفت المناهج الحكومية للتعليم. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان أجهزة الأمن اعتقلت عدداً من خطباء المساجد في محافظاتصنعاء وحجه وصعده وعمران للاشتباه في مناصرتهم الحوثي وتحريض المواطنين على الحكومة ومساندة المتمردين. الى ذلك تعرض منزل رئيس نيابة الاستئناف سعيد العاقل الذي يترافع بالادعاء امام المحكمة الجزائية الخاصة بمكافحة الارهاب ضد 15 متهماً من اعضاء "القاعدة" متهمين بتنفيذ عمليات ارهابية في اليمن، لهجوم بقنبلة يدوية ليل الثلثاء الأربعاء من جانب مجهولين.