ما زالت القوى الليبرالية والقومية العراقية المتحالفة مع كتلة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي ضمن تحالف"الوسط والاعتدال"المزمع اعلانه قريباً تحمل مواقف متفاوتة إزاء الاستفتاء على الدستور المقرر في 15 الشهر الجاري، على رغم اتفاقها على الخطوط العامة قبل انبثاق ائتلاف موحد يجمع بينها. وعبّر رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي عن اعتقاده بأن"الدستور ليس القضية الأهم الان، فما يهم العراقيين أساساً هو الأمن والاستقرار وذهاب اطفالهم الى المدرسة وتوفير الكهرباء والخدمات ومكافحة البطالة". واضاف:"قواعد الوحدة الوطنية هي نفسها التي نسعى اليها جميعنا، بغض النظر عن كون المرء سنياً او شيعياً او مسيحياً او عربياً او كردياً او تركمانياً. فكلنا لديه الطموح والتطلعات نفسها. ونحن اقوى عندما نتكاتف، وهذا هو جوهر الوحدة الوطنية". وعن الموقف من مسودة الدستور قال علاوي:"لا اتفق مع ما جاء في مسودة الدستور، لكنني اعتقد ان على العراقيين ان يصوتوا بنعم عليه، على ان تكون هذه النعم مشروطة بضرورة مناقشة الدستور وتعديله في البرلمان المقبل، ومن ثم يمكننا مناقشة الدستور مرة اخرى بعد الانتخابات القادمة. لكن الأمر الاساسي هو اجراء الانتخابات وتشكيل حكومة تمثل الشعب العراقي. أما اذا ما تم التصويت على الدستور بلا فإن هذه العملية ستطيل فترة الحكومة الموقتة التي لم تقدم الكثير لتوفير احتياجات الشعب العراقي الملحة". واشار إلى انه لا يرغب بأن يكون الدستور"النقطة التي تتمحور حولها النقاشات، وانما ان يكون الحديث عن الامن والكهرباء والوظائف، فضلاً عن نوع الحكومة التي ستؤمن هذه المتطلبات للشعب العراقي وتعزز الوحدة الوطنية وتعيد بناء مؤسسات الدولة التي نفتقدها في الوقت الحاضر". ثلاثة اتجاهات ويؤكد وزير العدل السابق مالك دوهان الحسن زعيم"الائتلاف الديمقراطي الوطني"المتحالف مع علاوي عدم وجود اتفاق نهائي بين أطراف"الوسط والاعتدال"بخصوص الموقف من الدستور، اذا ان المفاوضات أفرزت ثلاثة اتجاهات رئيسية احدها يطالب بالتصويت على الدستور والثاني يرفض المشاركة في الاستفتاء فيما يفضل الاتجاه الثالث، وهو الاتجاه العام، اتمام العملية السياسية وترك خيار التصويت او الامتناع عنه للمواطنين. ورداً على سؤال عما اذا كانت هناك رغبة في ضم العرب السنة الى هذا التحالف أكد الحسن وجود محادثات جدية لإدخال العرب السنة والجهات المغيبة عن الانتخابات في التحالف، خصوصاً ان لدى هذه الجهات ميولاً واضحة الى التيار العلماني لافتاً الى رغبة الأحزاب والحركات السنية بايجاد نوع من التوازن في الساحة بدلاً من الانفراد الطائفي او العرقي. الى ذلك أعلن عبد الإله النصراوي، الأمين العام ل"الحركة العربية الاشتراكية"وجود اتفاقات جانبية بين الحركات والأحزاب القومية والديموقراطية، مشيراً الى ان هذه المباحثات لن تحسم قبل 15 الشهر الجاري، لافتاً الى وجود مباحثات مماثلة مع الأكراد قد تتبلور بدخول الانتخابات بقائمة كردية مستقلة او التحالف مع القوى العلمانية لضمان الأصوات الكردية خارج كردستان. وفي تطور لاحق أعلن مضر شوكت النائب في الجمعية الوطنية والرجل الثاني في"المؤتمر الوطني العراقي"بزعامة نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي انفصاله رسمياً عن الجلبي وتشكيل"حركة المستقبل"التي قال إنها"كيان سياسي ليبرالي قومي يهدف الى اعادة العراق الى أحضان الأمة العربية وتحجيم هيمنة الشعوبية". وأكد ل"الحياة"وجود مفاوضات مع عدد من القوى والتيارات السياسية والدينية تمهيداً لخوض الانتخابات المقبلة، بينها التيار الصدري، لكنه لم يستبعد دخول حركته في تحالف مع علاوي.