بعد قبول المفوضية العليا للانتخابات تسجيل أكثر من 150 كياناً سياسياً، يفترض ان يتنافسوا في الانتخابات المقبلة، تشهد الخريطة السياسية العراقية تبدلات واسعة ومفاجئة، أبرز عناوينها احتمالات تحالف الحركات والاحزاب العلمانية مع التيارات الدينية السنية والشيعية، وتحالف الاكراد مع القوى القومية المتشددة في التمسك بعروبة العراق. التقارير السياسية في بغداد تشير الى اتصالات بين كتلة"التحالف الكردستاني"بزعامة الرئيس جلال طالباني والزعيم مسعود بارزاني، مع تيارات بعثية سابقة، واتجاهات قومية أبرزها حزب"الوحدة"ومن زعمائه مبدر الويس ومولود مخلص ونصير الجادرجي وعبدالستار الجميلي، في محاولة كردية لطمأنة العرب العراقيين الى عدم وجود موقف معاد للعالم العربي، وانفصال اقليم كردستان. ولعب التقارب الايديولوجي دوراً في هذا التقارب. ويقول مبدر الويس ان"حق تقرير المصير بالنسبة الى الاكراد مطلب مشروع واستقلال كردستان مطلب مشروع أيضاً يتناسب مع حق الأمة العربية بتقرير مصيرها في اطار وحدة عربية شاملة". وتفيد تقارير ان حزب"الوفاق الوطني"بزعامة اياد علاوي الذي اجرى اتفاقات مبدئية مع قوى دينية شيعية وسنية لعقد تحالفات استعداداً للانتخابات في كانون الأول ديسمبر المقبل. رئيس"الحزب الاسلامي"محسن عبدالحميد، أكد ل"الحياة"ان حزبه لن يكون جزءاً من ائتلاف سياسي انتخابي مع علاوي، وانه سيخوض الانتخابات في قائمة مستقلة. وأفادت المعلومات ان مساعدين لعلاوي التقوا شخصيات من النجف وكربلاء والتيار الصدري، وشخصيات من"المؤتمر العام لأهل السنة"، محسوبة على"هيئة علماء المسلمين"و"الاخوان المسلمين"، قبل ايام للبحث في تشكيل جبهة انتخابية لمواجهة التيارات المتشددة القريبة من ايران. في المقابل، فإن القياديين البارزين في"الائتلاف"الشيعي علي الدباغ وموفق الربيعي شكلا كياناً سياسياً مستقلاً، ما اعتبر تكتيكاً شيعياً بتوجيه من عبدالعزيز الحكيم لتوسيع الاستقطابات السياسية للعشائر والشخصيات المستقلة التي ربما تتحفظ عن الانخراط في ائتلاف يقوده زعيم ديني مثل الحكيم. ومن جهة أخرى، فإن الحزبين الكرديين الرئيسيين"الديموقراطي"و"الاتحاد الوطني"يجريان اتصالات مع الجماعة الاسلامية الكردية بزعامة علي عبدالعزيز، لضمها الى الائتلاف الكردي. اما حزب"الدعوة"بزعامة رئيس الحكومة الحالية ابراهيم الجعفري فيبدو انه اختار الاستمرار في الشراكة الاستراتيجية مع"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، بزعامة الحكيم، ما يشير الى مصاعب أمام القوى الأخرى التي تريد تقويض نفوذ المتشددين القريبين من ايران في المحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية. وفي السياق ذاته، يصر حزب"الفضيلة الاسلامي"شيعي بزعامة نديم الجابري، على التحالف مع الجعفري - الحكيم، يشاطره الموقف رئيس"حزب الله"حسن الساري، ما يكرس القلق من صعود الائتلاف الشيعي مجدداً. ولأن القوى الوطنية والعلمانية تتهم الائتلاف الشيعي بأنه واقع تحت النفوذ الايراني وبدأت الولاياتالمتحدة تأخذ هذه التهمة على محمل الجد، فإن"الائتلاف"الشيعي بزعامة الحكيم يحاول استقطاب شخصيات سنية وشيعية لازالة هذا الانطباع ويحاول استقطاب رئيس"حزب الأمة"مثال الآلوسي ومستشار الأمن الوطني السابق قاسم داود اليه، وكسب عدد من حلفاء علاوي. وفي المقابل فإن علاوي يسعى الى سحب احمد الجلبي من الائتلاف السياسي الشيعي. كما أظهر رغبته باستقطاب القيادي السني صالح المطلق الى صفوف ائتلافه لتحجيم نفوذ"الحزب الاسلامي"فالمطلك من أبرز الشخصيات التي تتبنى خطاً قومياً متشدداً، وبين علاوي والمطلك قواسم مشتركة ابرزها التصدي للنفوذ الطائفي الايراني. أما زعيم التيار الليبرالي عدنان الباجه جي فمستعد تماماً للانضمام الى ائتلاف سياسي يقوده علاوي لأنه اصلاً لن يجد مجدافاً انتخابياً افضل منه لدخول مجلس النواب المقبل. المفاجأة ان الاكراد يحاولون كسب الزعيمين الدينيين السنيين عدنان الدليمي واحمد السامرائي لتحقيق اصوات انتخابية في بعض المناطق السنية العصية على التحالف الكردستاني، ويتنافس طالباني وعلاوي على استقطاب حزب البعث المنحل الذي لديه رصيد انتخابي بملايين الناخبين.