توقع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان يوافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم على التعيينات الامنية"في خطوة باتجاه الاستقرار الامني وبناء الاجهزة الامنية بما يمكنها من التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار والعمليات الارهابية التي يجب التصدي لها بطريقة تختلف عن الجرائم العادية". وقال السنيورة لپ"الحياة"في ابو ظبي التي زارها امس ان"الجهود الذي بذلت في شأن التعيينات الامنية اظهرت توافقاً يؤكد انها ستتم اليوم"، ولكنه لفت الى ان أمر البت بها نهائياً يعود الى مجلس الوزراء. وأكد السنيورة ان القاضي الالماني ديتليف ميليس سيقدم تقريره في شأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في موعده المحدد في 21 الجاري ولا تغيير في الموعد، ولفت الى انه يعود لميليس وحده القرار في تمديد مهمته الى موعدها النهائي بحسب قرار مجلس الأمن الدولي حتى 15 كانون الأول ديسمبر المقبل. وجدد السنيورة القول انه لا يعرف شيئاً عن التقرير وقال:"ان ميليس لم يكتب التقرير بعد، وربما يكون بدأ باعداده اليوم". ولفت الى ان القاضي الالماني زاره مرات عدة، واقتصر الحديث معه حول الاجراءات. وأكد السنيورة في رده على سؤال لپ"الحياة"في شأن التوقعات بأن ترافق تقرير ميليس تفجيرات سياسية وأمنية"ان اللبنانيين اصبحوا واعين وانهم سيفوتون كل المؤامرات ويثبتون انهم بوحدتهم اكبر من هذه المؤامرات". وقال:"ان التفجيرات في حال حدوثها ستكون على رأس الذين ارتكبوا الجريمة وهم وحدهم الذين يجب ان يحاسبوا ويعاقبوا، اما الناس العاديون فهم يريدون الحقيقة كاملة". ووصف الازمة التي شهدها الاجتماع الاخير لمجلس الوزراء بأنها"عاصفة سرعان ما انتهت". وقال:"ان العمل السياسي في لبنان يتمتع بحيوية تصبح في بعض الاحيان اكثر من اللازم ولكن العاصفة سرعان ما تنتهي وتعود الحياة الى طبيعتها". وأكد السنيورة رفضه لما يشاع عن توقيع صلح منفرد مع اسرائيل وتوطين الفلسطينيين، وقال:"اذا كان هناك من سلام بين العرب واسرائيل"فان لبنان سيكون آخر بلد عربي يوقع معاهدة سلام". وفي شأن التوطين اكد السنيورة"ان ارض لبنان ليست للبيع والشراء". وقال:"ان لبنان يرفض التوطين لأسباب لبنانية وقبل ذلك لأسباب قومية". ولفت الى"ان الاتصالات مستمرة مع الاخوة الفلسطينيين في لبنان بما يدعم استقرار لبنان الامني ويدعم الحياة الحرة الكريمة لهم". وأجرى السنيورة محادثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ووزير الاعلام والثقافة الشيخ عبدالله بن زايد. وأكد ان زيارته"كانت ناجحة مئة في المئة". وقال انه اطلع المسؤولين الاماراتيين"على التطورات في لبنان خلال الاشهر الماضية والتحديات التي يواجهها، والفرص الكبيرة امامه في المرحلة المقبلة خصوصاً بعد 30 عاماً من الصراع الداخلي والاحتلال الاسرائيلي والوجود السوري، الذي كان له دور مهم في استقرار لبنان وتحول بعد ذلك الى عامل ضاغط على الحياة السياسية والاقتصادية وانتهى بعد استشهاد الرئيس الحريري بانسحاب الجيش السوري من لبنان". وأكد السنيورة"حرص لبنان على علاقات قوية مع سورية"، وقال:"لأن ما يربطنا معها التاريخ والجغرافيا والمستقبل، ولكن على اساس الاحترام المتبادل والندية في التعامل". ولفت الى ان وجهات النظر مع الإمارات"كانت متطابقة في شأن جميع القضايا العربية والدولية التي تم بحثها، والى انه اطلع رئيس دولة الامارات على ما يقوم به لبنان من اجل عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان والتحضير له في نيويورك، ونقل عن الشيخ خليفة بن زايد تأييده لاستقلال وسيادة لبنان ودعمه الكامل لتعزيز استقراره الاقتصادي. كما نقل عنه تأييده لكل ما يطلبه لبنان. وقال:"ان الامارات ستكون من اوائل الدول التي ستحضر المؤتمر والداعمة له، وتمويل عدد من المشاريع وخصوصاً في المناطق المحرومة من لبنان". ونقل السنيورة عن المسؤولين الاماراتيين"انهم على استعداد جدي وايجابي للنظر في جميع الطلبات التي يمكن ان يتقدم بها لبنان لتمويل مشاريع انشائية وتطويرية فيه، ولا سيما ان دولة الامارات ومن خلال صندوق ابوظبي، مولت عدداً من مشاريع الاستثمارات في لبنان في قطاع المياه والطرق وهي قروض ميسرة لآماد طويلة، وان رئيس الدولة على استعداد لدعم مطالب لبنان في هذا الخصوص". ورافق السنيورة في زيارته وزير الخارجية فوزي صلوخ. واجتمع في دبي مع ولي عهد الامارة وزير الدفاع في دولة الامارات الفريق اول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. كما التقى في ابناء الجالية اللبنانية في حضور السفير اللبناني حسن برو.