في الساعة الرابعة وخمس عشرة دقيقة عصر امس بتوقيت الامارات، اغلق الاكتتاب في شركة"دانة غاز"الاماراتية، وانفضت طوابير المستثمرين من امام فروع المصارف المشاركة في الاكتتاب الذي اعطيت الافضلية منه لابناء دول مجلس التعاون المساهمة في الشركة. وعلى رغم تحفظ المصارف ومعها المصرف المكلف بتنظيم الاكتتاب، وهو مصرف"اتش اس بي سي"، عن الافصاح عن المبالغ التي جمعت خلال الاسبوعين الماضيين، غير ان بعض المصادر المصرفية ابلغت"الحياة"انها تتراوح بين 200 و 250 بليون درهم ما بين 58 و68 بليون دولار. ويشير هذا الرقم الى ان حجم الاكتتاب تجاوز اكثر من مئة مرة المبلغ المطلوب، ويثبت ان ما زال هناك سيولة ضخمة لدى المستثمرين في المنطقة تبحث عن فرص استثمارية، علماً ان اجمالي حجم الاكتتاب يقترب من اجمالي الدخل القومي لسنة كاملة لدولة بحجم الامارات. واشارت المصادر الى ان 60 في المئة من الطلبات المقدمة للاكتتاب جاءت من مواطني دولة الامارات، وان نحو 27 في المئة من الطلبات جاءت من مواطنين سعوديين، وخمسة في المئة من الكويت، ومثلها تقريباً من البحرين ودول الخليج الاخرى. وكانت شركة"دانة غاز"ومقرها إمارة الشارقة طرحت اسهماً للاكتتاب العام بقيمة 2.06 بليون درهم 561 مليون دولار، وحددت سعر السهم بواقع درهم واحد خصصت ثلثها للشريحة الاولى وهي صغار المستثمرين من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي. أما الشريحة الثانية والتي تبلغ قيمة الاكتتاب فيها 1.27 بليون درهم فخصصت للمستثمرين من جميع الجنسيات. ووعدت الشركة المستثمرين أنها ستعيد الاموال الفائضة من الاكتتاب اليهم بأسرع وقت ممكن وفي غضون مدة أقصاها 21 يوماً من إقفال الاكتتاب في الثاني من تشرين الاول أكتوبر على عكس ما اتجهت اليه بعض الشركات الاخرى في إعادة الفائض في فترات وصلت الى شهور عدة. وطمأنتهم أيضاً الى أنها ستدرج أسهم الشركة في البورصة المحلية بأسرع وقت. كما أنها تنوي إدراجها في الاسواق المالية في المنطقة. وعزا مصرفيون أسباب الاقبال الكبير الى استمرار وجود سيولة كبيرة في الامارات ودول مجلس التعاون الاخرى وسطوع نجم النفط والغاز في المنطقة مع استمرار تحليق أسعار الطاقة حول معدلات قياسية. ويبدو أن تدفق المستثمرين له ما يبرره، إذ ان الشركة التي تأسست حديثاً قالت إن لديها مشروعاً جاهزاً للغاز وسيبدأ الانتاج وتحقيق الارباح خلال السنوات الاولى وهي تمتلك موجودات تحولت اليها عبر مساهمة عينية من مصنع معالجة الغاز في منطقة الصجعة في الشارقة، اضافة الى منصة استلام بحرية وخط أنابيب بري وبحري لنقل الغاز من حقل مبارك البحري الى الصجعة، والذي ستستكمل في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتمتلك الشركة 35 في المئة من مؤسسة غاز الهلال الوطنية في الشارقة التي لديها حقوق تملك 500 مليون قدم مكعبة من الغاز الايراني لمدة 25 سنة قابلة للزيادة، بموجب عقد مع شركة النفط الوطنية الايرانية.