أصبح ماثيو نايجل 25 عاماً المشلول كلياً أول رجل يخضع لعملية زرع رقاقة اليكترونية في دماغه للسيطرة على أغراض يومية من خلال التفكير فقط، ما يحيي آمال ملايين المصابين بالشلل بالعودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية. كان نايجل أُصيب بشلل كامل من الرقبة بعدما طُعن بسكين عام 2001، ويستخدم كرسياً نقالاً ولا يمكنه التنفس إلا آلياً، فيما قال أطباء إن لا أمل لديه في استخدام أعضائه مجدداً. وأفادت صحيفة"ذي غارديان"البريطانية في تحقيق طويل نشرته امس أن نايجل أصبح بعد عملية في مستشفى"نيو انغلاند سيناء"في ماساتشوسيتس في الولاياتالمتحدة، أول مريض في تجارب مثيرة للجدل لعمليات زرع قد تساعد المصابين بالشلل في أن يصبحوا أكثر استقلالاً في حياتهم عبر التقاط موجات أدمغتهم. وخلال عملية استغرقت ثلاث ساعات، أُلصقت أقطاب كهربائية بسطح دماغ نايجل، وتحديداً فوق قشرة محرك الاحساس حيث تصدر اشارات تحريك اليدين والذراعين. وأنهى الجراحون هذه العملية باستحداث تجويف معدني في رأسه لوصله بجهاز حاسوب. واستخدم العلماء الذين يرأسهم البروفيسور جون دونوغ الخبير العالمي في تقنيات الأعصاب في جامعة براون في رود أيلاند، جهاز حاسوب لقراءة الاشارات الدماغية التي تلتقطها الرقاقة المزروعة في الدماغ. وفي تجارب أولية، نجح نايجل في تحريك شارة الفأر على شاشة جهاز الحاسوب عبر تخيل تحريك ذراعه فقط. ومن خلال استخدام برنامج رُبط بجميع الأجهزة في الغرفة، تمكن نايجل من تشغيل جهاز التلفزيون واطفائه وتبديل القنوات التلفزيونية وتعديل الصوت. ويقول البروفيسور دونوغ:"في نهاية المطاف، نريده أن يتمكن من استخدامه البرنامج للسيطرة على الأضواء وهاتفه وغيره من الأجهزة". وفي تجارب أجريت في وقت سابق من هذا العام، تمكن نايجل من استخدام الفكرة لفتح يد اصطناعية واغلاقها وتحريك ذراع اصطناعية لأخذ حلوى من يد شخص ووضعها في أخرى. كما استخدم نايجل لعبة"بونغ"القديمة على جهاز الحاسوب. ويأمل البروفيسور دونوغ في أن تسمح رقاقة"براين غايت"بوابة الدماغ للمصابين بشلل نصفي باستخدام أعضائهم مجدداً. ويؤكد:"اذا اكتشفنا طريقة لوصل هذه الرقاقة بعضلاته، سيمكنه فتح يديه واغلاقها وتحريك ذراعيه"، مضيفاً:"تشجعنا كثيراً بماثيو، لكننا حذرون. انه شخص واحد فقط وسيليه آخرون، لكننا بالتأكيد على الطريق"الصحيح.