قتل ما لا يقل عن 12 من رجال الشرطة اليمنية في محافظة صعده شمال العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون مجهولون في منطقة منبه شمال شرق مدينة صعده على الطريق الذي يربط محافظتي صعده والجوف. ولم يصدر عن وزارة الداخلية اليمنية أو السلطات المحلية في صعده أي بلاغ أو معلومات عن ملابسات الحادث الذي أودى بحياة 12 من رجال الشرطة كانوا في دورية عادية في المنطقة بينهم ضابط برتبة ملازم يدعى عبدالله العمري وهو قريب الصلة أسرياً بمحافظ محافظة صعده العميد يحيى العمري الذي يتصدر قائمة المطلوبين لدى أنصار حسين بدرالدين الحوثي الذي قتل على أيدي القوات الحكومية في تمرد قاده العام الماضي. وأصدر الرئيس علي عبدالله صالح عفواً عاماً عن"الحوثيين"في 25 من الشهر الماضي. وفيما علمت"الحياة"من مصادر قبلية في محافظة صعده ان المسلحين الذين نصبوا الكمين للدورية الأمنية أول من أمس في منطقة منبه ينتمون الى جماعة"الحوثي"الذين يتخذون من منطقة النقعة مواقع وتحصينات لهم، قالت مصادر أخرى ان الكمين ربما نصبه مسلحون ينتمون الى جماعة اسلامية متطرفة تقوم قوات الأمن والشرطة ووحدات من الجيش بملاحقتهم في مناطق نائية ووعرة في محافظة صعده. وأشارت الى احتمال ان يكون منفذو الهجوم في منطقة منبه من تنظيم"القاعدة"في اليمن الذي تمكنت السلطات اليمنية من القضاء على أبرز زعمائه ورموزه وتعتقل وتحاكم العشرات من أعضائه فيما تلاحق آخرين لمنع نشاطهم، خصوصاً في بعض المحافظات التي توليها الحكومة اهتماماً أمنياً متميزاً في اطار مكافحة الارهاب. وفي هذا السياق أكدت ل"الحياة"مصادر في السلطة المحلية بمحافظة صعده بأن المئات من"الحوثيين"لا يزالون يتجمعون في مناطق مختلفة، خصوصاً في منطقة النقعة، وأنهم يحتفظون بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والتحصينات بعد انسحاب جزئي للقوات الحكومية التي كانت تحاصر المنطقة على خلفية التمرد الثاني الذي قاده"الحوثي"الأب بدرالدين الحوثي مطلع العام الجاري، وصدور قرار العفو العام عن"الحوثيين"من جانب الرئيس صالح الذي أعلن عن تعويضات تقدمها الحكومة لضحايا التمرد في صعده. وكانت مصادر متطابقة قالت ل"الحياة"إن صاروخين أطلقا الأسبوع الماضي من موقع يعتقد أنه في منطقة الفقعة، وأن أنصار الحوثي اطلقوهما. وقع الأول داخل الحدود السعودية مع اليمن، والثاني في مكان قريب لمفرزة حدودية يمنية داخل الحدود اليمنية. وأشارت هذه المصادر الى أن لجنة تحقيق يمنية - سعودية مشتركة تقوم بالتحقيق في الحادثين. وكانت السلطات السعودية أعلنت أن الصاروخ الذي وقع داخل الأراضي السعودية مصدره اليمن. وفي هذا السياق، نقلت مصادر صحافية يمنية في صعده ان أهالي في منطقة آل الضيفي مناصرين ل"الحوثي"رفضوا قبول معونات ومساعدات غذائية قدمتها جهات حكومية لمناسبة شهر رمضان المبارك. وذكرت أن الأهالي أحرقوا المعونات الغذائية التي قدمتها"مؤسسة الصالح الخيرية"التابعة للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام في ضاحية قريبة من منطقة سمار، وان رجالاً ونساء شاركوا في احراق المعونات الخيرية التي عادة ما تقوم المؤسسة بتوزيعها في رمضان في كل المحافظات اليمنية.