أبرم لبنانوالكويت امس اتفاقاً تزود الكويت بموجبه لبنان بخمسمئة ألف طن من زيت الغاز فيول أويل على مدى 3 سنوات لتلبية حاجات مؤسسة الكهرباء اللبنانية. ووقع وزيرا الطاقة من البلدين الاتفاق خلال زيارة قصيرة قام بها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الى الكويت التقى خلالها نظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد. وقال ان الاتفاق النفطي كان في الاساس ثمرة سعي قام به رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري من اجل توفير وقود كافٍ للبنان وبأسعار افضل. وتقدر قيمة المحروقات التي ستقدمها الكويت بثمانمئة مليون دولار. وفور عودته عصر امس من الكويت توجه السنيورة من المطار الى ضريح الرئيس الحريري وتلا الفاتحة عن روحه في خطوة ترمز الى تحقيق ما أراده الرئيس الشهيد منذ العام 2001 بشراء المشتقات النفطية من دولة الى دولة من الكويت، وحالت التجاذبات السياسية حينها دون اتمام ما أراد. وقال مصدر مقرب من السنيورة انه اراد في خطوة عاطفية، تسليم الامانة الى الرئيس الشهيد. وعلمت"الحياة"ان الجانبين الكويتيواللبناني سيراجعان سعر الكمية التي يشتريها لبنان بالسعر العالمي، لكن من دون عمولة وسمسرات وبتسهيلات في التسديد مع خفض الفائدة، كل ستة اشهر، مما يوفر على الخزينة بين 40 و50 مليون دولار سنوياً. وقالت مصادر رسمية ان الطابع السياسي للزيارة لا يقل اهمية عن الاتفاقية التي سيتبعها تفاوض بين الجانبين على شراء مادة الفيول أويل. ووصفت مصادر مقربة من السنيورة نتائجها بپ"الممتازة". وقالت انه فوجئ بإجراءات رسمية استثنائية للاستقبال على المطار وعلى الطرقات التي رفعت فيها الأعلام اللبنانيةوالكويتية، وإن الوفد اللبناني سمع كلاماً داعماً للبنان شبيهاً بما سمعه من دعم خلال زيارة السنيورة الى المملكة العربية السعودية، وذكرت المصادر ان رئيس الحكومة الكويتية الشيخ صباح الأحمد الصباح استمع من السنيورة في الخلوة التي اعقبت المحادثات الموسعة، الى عرض للأوضاع التي يمر بها لبنان، وما يحيط من اجواء في التحقيقات الجارية في جريمة اغتيال الحريري ثم قال له:"اطمئنوا نحن نعرف المشاكل التي يمر بها لبنان والتي ينتظر ان يعانيها ونحن معكم لن نترككم". وكان وزير الطاقة الكويتي الشيخ احمد الفهد ونظيره اللبناني محمد فنيش وقعا على الاتفاق النفطي. وقال الشيخ احمد انه"ذو طابع تجاري"فيما قال الشيخ صباح الأحمد انه"ضمن توجه الكويت بدعم الدول الشقيقة والصديقة". وقال ان الاستثمارات الكويتية في لبنان مستمرة، في حين اشاد السنيورة بالدعم الكويتي والخليجي للبنان، وقال:"الكويت سباقة الى دعم لبنان في الأزمات"مشيراً الى الفوائد التي يحققها الاتفاق في لبنان في مجال الطاقة الكهربائية. وذكّر بأن سلفه الراحل الرئيس الحريري"عمل من اجلها لتجاوز دفع مبالغ اضافية لشركات النفظ ولخفض كلفة شراء المحروقات وتمويل عملية دفعها ولتأمين وصول النفط في شكل طبيعي". وحول الزيارة التي استغرقت بضع ساعات، قال السنيورة انها كانت فرصة طيبة للبحث مع الشيخ صباح الأحمد في الأمور ذات الاهتمام المشترك. ونقلت"وكالة الأنباء الكويتية"عنه لدى وصوله الى الكويت اشادته بعمق العلاقات بين البلدين. وأضاف ان هذه الزيارة ستكون مناسبة ايضاً للبت في المسائل الواجب تطويرها لما فيه مصلحة تعزيز العلاقات على شتى الصعد. وأكد السنيورة"ان توقيع الاتفاق بين وزيري الطاقة في البلدين يؤمن تدفقاً سليماً ومستمراً للمشتقات النفطية من دون وسطاء". وقال:"ان هذا الأمر يسهم الى حد بعيد في تخفيف الهدر وفي ايجاد علاقة شفافة تمنع دخول أي احد على الخط بما يؤثر في المصالح اللبنانية في هذا الصدد". وقال انه وجّه دعوة الى الشيخ صباح لزيارة لبنان قريباً. وذكر ان الكويت سباقة في دعم اقتصاد لبنان من خلال افساح المجال لعدد كبير من اللبنانيين للعمل لديها او عبر مساهمات للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والصندوق العربي للإنماء الاجتماعي مولت عدداً من المشاريع الإنمائية في لبنان. وقالت مصادر حكومية لپ"الحياة"ان الجانب اللبناني طرح فكرة استثمار تأهيل مصفاتي النفط المعطلتين في طرابلس والزهراني من جانب الكويت خصوصاً انهما منفذان مهمان على شاطئ المتوسط. وأكد الجانب الكويتي ان الدولة تستطيع تشجيع المستثمرين الكويتيين وأن البحث سيتابع في هذه المسألة.