يؤثر قرار طشقند اغلاق مجال أوزبكستان الجوي امام طائرات حلف الناتو الحربية سلباً على تموين القوات الدولية المساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان. وسبق لاوزبكستان أن أغلقت القاعدة الأميركية في خان آباد. ويؤدي قرار طشقند الجديد الى زيادة الصعوبات التي تواجهها القوات الاميركية في أفغانستان، والى مشكلات لا تُحل في اطار حملة مكافحة الإرهاب المشتركة بين أفغانستان وحلف الشمال الاطلسي الناتو. وبعد انسحاب الوحدة العسكرية الجوية الأميركية من القاعدة الجوية خان آباد، كانت القاعدة العسكرية الغربية الوحيدة التي يمكن استخدامها في تنفيذ العمليات بأفغانستان في مدينة ترمذ على الحدود مع أفغانستان. ويربط"جسر الصداقة"هذه المدينة بالميناء النهري خايراتون في أفغانستان. ودعمت المانيا قواتها العاملة بأفغانستان في إطار قوات"ايساف"، وهي قوات مستقلة عن الأميركيين، انطلاقاً من قاعدة ترمذ. وتنجم عن فقدان ألمانيا حق استخدام هذه القاعدة مشكلات لقوات"ايساف". ووعدت كل من تركمانستان وطاجيكستان مراعاة مصالح جيرانها وروسيا في نشر القواعد العسكرية على أراضيها. وتفوق وتيرة استخدام القاعدة الجوية الأميركية في ماناس قيرغيزيا طاقة استيعابها. فطائرات النقل العسكرية س - 30 وص - 17 نقلت الى ماناس من خان آباد. وليس موقع هذه القاعدة الجغرافي عملياً ولا مريحاً. وأعربت وزارة الدفاع الاسبانية، ومن المفترض ان تتولى قيادة"ايساف"العام الآتي، عن قلقها من قرار طشقند. وأقرت وزارة الدفاع هذه بأن قرار طشقند يجعل نقل القوات"أبعد مدى وصعباً وغالي التكلفة". وكانت الولاياتالمتحدة تفكر منذ وقت بعيد في دمج قواتها بقوات"ايساف"، في قيادة الناتو. وبعد اعلان منظمة شنغهاي بيانها الشهير، ومطالبتها الولاياتالمتحدة تحديد مدة وجود قواعدها في جمهوريات آسيا الوسطى، مارس البنتاغون الاميركي ضغوطاً على الناتو في سبيل تولي قيادة الوحدات الأميركية وپ"ايساف". ولا يخفى على أحد ان السلطة العسكرية الفعلية في الناتو تعود الى الأميركيين، في حين يشارك الأوروبيون الأميركيين في نفقات هذا الحلف. وإذا استجاب حلف الشمال الاطلسي طلب الولاياتالمتحدة، يسع القوات الاميركية استخدام القاعدة الألمانية في ترمذ. ومن السابق لأوانه الكلام عن اختتام الحملة ضد الارهاب بنجاح. فهذا العام سجل زيادة في نشاط عدو الولاياتالمتحدة اللدود، أي طالبان وتنظيم"القاعدة". عن بيوتر غونتشاروف معلق سياسي، نوفوستي الروسية. 28/11/2005