بلغ الصراع بين الحزب الوطني الحاكم في مصر وجماعة"الإخوان المسلمين"الذروة، واتهم مرشد"الإخوان"السيد محمد مهدي عاكف الوطني والحكومة بالسعي الى إضعاف فرص مرشحي الجماعة في المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية التي تجري غداً وتهيئة المناخ ل"تزوير"النتائج لمصلحة مرشحي الوطني. وكانت السلطات شنت حملة استهدفت ناشطي"الاخوان"في محافظات مختلفة بعدما حققت الجماعة 76 مقعداً في المرحلتين الاولى والثانية من الانتخابات، وهي تسعى الى تحقيق حاجز المئة مقعد بنهاية المرحلة الأخيرة التي تخوضها ب50 مرشحاً. وأصدر عاكف بياناً أمس لفت فيه الى أن الحملة بدأت في ست محافظات سيكون للجماعة فيها مرشحون قبل ايام من عملية الاقتراع، مشيراً الى أن عدد الموقوفين بلغ حتى مساء أمس نحو ثلاثمئة شخص اضيفوا الى مئات تم القبض عليهم قبل واثناء المرحلة الثانية من الانتخابات الاسبوع الماضي. وأضاف عاكف:"هذه الحملات إنما ترمي الى اعتقال وكلاء ومندوبي المرشحين من الإخوان لانتخابات المرحلة الثالثة من الانتخابات النيابية لإضعاف فرصهم في النجاح وتسهيل التزوير لمصلحة مرشحي الحزب الوطني بعد خسارته الكبيرة في المرحلتين الاولى والثانية، وهذا يعتبر عدواناً على الإرادة الشعبية وإرهاباً للمواطنين حتى لا يذهبوا للإدلاء بأصواتهم". ودعا المواطنين الى"تحدي كل محاولات التزوير والتزييف واغتصاب ارادتهم، بأن يصروا على الإدلاء بأصواتهم والتعبير عن حقيقة ما في ضمائرهم وألا يخشوا في الحق لومة لائم". واختتم مرشد"الإخوان"بيانه قائلاً:"ورغم أن الاعتقالات تمت من المنازل وفي جوف الليل والناس نائمون، وقبل الانتخابات بثلاثة أيام، فإن الحجة الكاذبة التي سمعناها في المرحلتين السابقتين سنسمعها من السلطة بأنهم كانوا يمارسون البلطجة يوم الانتخابات بينما هم في غياهب السجون". وسيتنافس في المرحلة الثالثة نحو 1770 مرشحاً على 136 مقعداً ما زالت شاغرة من مقاعد البرلمان ال444 ويخوض الحزب الوطني المنافسة في كل الدوائر الانتخابية ال68 على مقعدي الفئات والعمال والفلاحين، في حين تخوض جبهة المعارضة الموحدة المنافسة ب56 مقعداً ما يجعل احتمالات الاعادة غالبة في شكل كبير في غالبية الدوائر نظراً الى ان وجود عدد كبير من المرشحين سيؤدي بلا شك الى تفتيت الاصوات. واستعدت المحافظات التسع لخوض الانتخابات وهي الدقهلية وكفر الشيخ وسوهاج واسوان وشمال سيناء وجنوبها والشرقية ومياط والبحر الاحمر، خصوصاً أن هذه الجولة تضم عدداً كبيراً من مرشحي احزاب الوطني والناصري والغد ومصر العربي الاشتراكي والوفد والكرامة تحت التأسيس والتجمع الوحدوي، إضافة الى المستقلين ومرشحي"الاخوان المسلمين"جماعة غير معترف بها. وأصابت الاحكام القضائية بعض مرشحي الحزب الوطني بخيبة أمل بعد استبعاد نائب المنصورة ممدوح فودة من الترشيح وكل من هيرماس رضوان نائب بني عبيد وشوقي ابو النبي واحمد الفار في دائرة المنزلة والدكتور طلعت مطاوع والدكتور محمد صالح في دائرة طلخا بسبب عدم ادائهم الخدمة العسكرية، اضافة الى الدكتور رفعت الرميس عن دائرة طلخا بسبب الجنسية المزدوجة والتجنيد. وأدى ذلك الى فقدان الوطني مقعدي هذه الدائرة، واضطراره الى اعادة تسمية مرشحين آخرين بعد هذا الحكم. ويواجه المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك المصري والنائب في البرلمان، معضلة كبيرة في محافظة الدقهلية بعد تغيير صفة المرشح"الاخواني"في الدائرة شفيق الديب من العمال الى الفئات، مما ينذر بسقوط مرتضى في الانتخابات خصوصاً أن مشجعي الأهلي سيقفون ضده. وشن الراسبون في الانتخابات سواء من النواب السابقين أو المرشحين هجوماً شديداً على الانتخابات وتقدموا بدعاوى قضائية ترفض نتائج الانتخابات وكذلك بطعون أمام مجلس الشعب أحيلت على محكمة النقض للتحقيق فيها. وارتفع عدد الطعون إلى نحو 200 طعن حتى الآن.