بعد انتهاء الحرب الأهلية في جنوب السودان أصبح الشغل الشاغل لسكان المنطقة هو اعتقال زعيم المتمردين الأوغنديين الذي أدى عبوره الحدود الى داخل السودان الى افساد فرحة السلام عليهم. ويواجه جوزف كوني، زعيم جماعة"جيش الرب للمقاومة"المتمردة الذي يعتقد أنه مختبىء في المنطقة الوعرة في جنوب السودان، هجوماً جديداً من ثلاثة جيوش مختلفة هي الجيشان الأوغندي والسوداني وجماعة المتمردين السابقة في جنوب السودان"الجيش الشعبي لتحرير السودان". وتحت ضغط الأوامر التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي باعتقال كوني، منحت الخرطومأوغندا إذناً لم يسبق له مثيل لتعقبه في أي مكان في الجنوب لمدة شهر. وقال نائب الرئيس السوداني رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت:"اتفقنا، القوات المسلحة السوادنية والجيش الشعبي لتحرير السودان، على امكان شن عملية مشتركة ضد جيش الرب للمقاومة في اي مكان يوجدون فيه في جنوب السودان وذلك لاخراجهم أو سحقهم". وستكون الحملة هي العملية العسكرية الأولى التي يشارك فيها"الجيش الشعبي لتحرير السودان"مع الحكومة المركزية في السودان منذ توقيع اتفاق السلام بينهما في كانون الأول يناير الماضي. وعلى رغم ان"الجيش الشعبي"وحليفته القوات الاوغندية اتفقا على تنظيم العملية المشتركة ضد جيش الرب بالاشتراك مع الجيش السوداني، إلا ان سلفاكير يقول انه يفضل ان يتفاوض كوني مع الحكومة الاوغندية. وقال:"إذا تحدث مع الحكومة الأوغندية اعتقد انه يمكن ان يدافع عن قضيته ودوافعه للقتال... يمكن التفكير في الأمر إذا كانت له بالفعل قضية يقاتل من اجلها". ولم يقدم"جيش الرب"أي اسباب واضحة لتمرده. وتشك الحكومة الاوغندية في ان المفاوضات يمكن ان تؤدي الى نتيجة. وقال القنصل الاوغندي في جوبا بوشو ندينيينكا:"بذلنا محاولات عديدة في الماضي كحكومة في محاولة لمد ايدينا الى جوزف كوني لنحاول الحديث عن السلام، ولكن بغير جدوى". وعلى مسافة لا تزيد على خمسة كيلومترات خارج جوبا، احتشد الجنود الاوغنديون لبدء حملة بحث عن كوني الذي يقولون انه يختبىء على مسافة 50 كيلومتراً الى الجنوب الشرقي في منطقة تسيطر عليها الحكومة السودانية قرب ليريا. ويأمل السكان ان تكون هذه آخر معارك كوني الذي نصّب نفسه زعيماً وحولته أساليبه الوحشية الى أبرز المتمردين المطلوب القبض عليهم في افريقيا بعد صدور أوامر اعتقال ضده من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقال رجل سوداني في سوق بجوبا:"نحن نعيش في سلام ولم نعد نحب كوني... نريده ان يخرج من بلادنا". وأسفرت الحرب التي يخوضها"جيش الرب للمقاومة"منذ 19 عاماً ضد الحكومة الاوغندية عن تشريد 1.6 مليون شخص، وقتل فيها عشرات الالاف. كما اجبرت الجماعة المتمردة 20 ألف طفل على الانضمام الى الحرب كمقاتلين وللعمل في الدعارة.