طرح النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت القيام بوساطة بين الحكومة الاوغندية وزعيم متمردي حركة"جيش الرب"الاوغندية المعارضة جوزيف كوني الذي يتخذ من جنوب البلاد قاعدة له، لكنه اشترط تسليم الاخير نفسه الى"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي يتزعمها. وقال نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار في حفل تأبين نظمته"الحركة الشعبية"لزعيمها الراحل جون قرنق في جوبا، عاصمة الاقليم الجنوبي، ان امام جوزيف كوني وجماعته ثلاثة خيارات يجب ان يقرر فيها خلال ثلاثة اشهر، هي ان يسلم كوني نفسه الى " الحركة الشعبية"ويقبل مبدأ التفاوض والحوار مع الحكومة الاوغندية تحت رعاية الحركة، وإما الخروج من جنوب السودان ومواصلة قتاله من داخل الاراضي الاوغندية، واخيرا ان يتم اخراجه بالقوة العسكرية، موضحا ان هذا سيتم عقب انقضاء المهلة التي تبقى منها شهران. واوضح مشار ان سلفاكير حذر كوني في السابق من ان المهلة المحددة بثلاثة اشهر بدأت في تشرين الاول اكتوبر الماضي، وانه في حال فشل المتمردون في ذلك فانه لا خيار امام"الحركة الشعبية"سوى استخدام القوة العسكرية القصوى لاخراجهم من جنوب السودان. وكانت المحكمة الجنائية الدولية اصدرت اخيرا مذكرات توقيف في حق كوني وعدد من مساعديه لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، واعلنت كمبالا قبل يومين اعتزامها تجديد اتفاق مع الخرطوم يسمح لقواتها بملاحقة كوني الى مناطق تعتبرها السلطات السودانية"خطوطاً حمر"وهي مئة كيلومتر من الحدود المشتركة بين البلدين. الى ذلك حذرت مصادر رسمية سودانية امس من تزايد تدفق اللاجئين الاريتريين على حدود السودان الشرقية في الفترة الاخيرة، وقالت ل"الحياة"ان عدد اللاجئين الذين عبروا الحدود منذ بداية العام بلغ امس نحو 11 الفا معظمهم فى سن اداء الخدمة الوطنية الالزامية، موضحا ان بين اللاجئين الذين عبروا الحدود اخيرا اطباء ومهندسون وطيارون. وعزت المصادر ازدياد تدفق اللاجئين الاريتريين الى توتر الحدود الاثيوبية الاريترية ونذر الحرب بين البلدين ما ادى الى تخوف الشباب الذين هم فى سن اداء الخدمة الوطنية من الدفع بهم الى جبهات القتال كما حدث في الحرب السابقة بين الجارتين والتي اوقعت نحو مئتي الف قتيل من الطرفين. واعربت عن قلقها من تسرب اللاجئين الاريتريين من المخيمات الى الخرطوم عبر مهربين سودانيين للعمل او العبور الى دول اوروبية وعربية اخرى. في غضون ذلك، اكملت اللجنة الخاصة بمعالجة الحيازات الزراعية وترسيم الحدود السودانية الاثيوبية المرحلة الأولى من تسجيل الحيازات كافة على الشريط الحدودي وخرائط ترسيم الحدود. وأقرت اللجنة في ختام اجتماعها الذي عقد في مدينة قندر الاثيوبية أمس برئاسة مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ووزير الخارجية الاثيوبي ميليس زيناوي الموجهات اللازمة لحلول هذه المشكلات ومعالجتها وتسليم المزارعين السودانيين الحيازات المطلوبة.