توقع خبراء ماليون في السعودية ان يكون إصدار 600 مليون دولار سندات دولية يوروبوندز لمدّة خمس سنوات من البنك السعودي البريطاني أخيراً، بدايةً لمجموعةٍ جديدةٍ من الإصدارات ستطلقها المصارف العاملة في السعودية والشركات كونها في حاجة الى مصادر تمويل طويل الأجل كي تتمكن من المساهمة في تمويل مشاريع الطاقة والمياه والبتروكيماويات التي تقدر ببلايين الدولارات. وتم تسعير الاصدار، الذي لاقى طلباً قوياً، على أساس"ليبور"زائد 37.5 نقطة أساسية، بهامش إعادة إصدار 41 نقطة أساسية زائدة على"ليبور". وقال كبير المحللين الاقتصاديين في بنك الرياض ل"رويترز":"يعتبر هامش ال41 نقطة أساسية المعتمد في الاصدار منخفضاً إذا أخذنا في الاعتبار انه الإصدار الأول من مصرف سعودي ومن السعودية". وكان تقرير صادر عن أسبوعية"ميس"النفطية أخيراً اشار الى ان الطلب على تمويل المشاريع في المملكة العربية السعودية يشهد نمواً متزايداً على خلفية استقرار الإيرادات النفطية إلى درجة لن تستطيع المصارف المحلية تلبيته. وأضاف التقرير، الذي اعدته ميلاني لوفات، ان قيمة المبالغ المطلوبة لتمويل المشاريع البتروكيماوية والمياه والطاقة في 2005 تراوح بين 11 و15 بليون دولار، وتوقع المصرفيون ان يتم استثمار ثمانية بلايين دولار كحد أدنى، تتوزع على اربعة بلايين دولار للمشاريع البتروكيماوية وبين 2.5 و6 بلايين دولار لتحلية المياه وتوليد الطاقة، و1.5 بليون دولار موزعة على مشاريع أخرى كالإتصالات والحديد. أما في مجال النفط ستحتاج السعودية بين 2002 و2010، إلى 100 بليون دولار لمشاريع التوسعة والتطوير و25 بليوناً لمشاريع الغاز، بحسب كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي التجاري سعيد الشيخ. واعتبر التقرير ان المصارف السعودية تملك قوةً ماليةً وتعتبر الأكبر في الخليج،على رغم امتلاكها سيولة عاليةً بفضل ارتفاع أسعار النفط عالمياً، توسعت في قروضها الاستهلاكية إلى القطاع الخاص ما أثر في قدرتها على تمويل المشاريع، ما يعطي الفرصة لمؤسسات إقليمية ودولية. وأضاف الشيخ ان المصارف المحلية تفتقر إلى التوازن بين الموجودات والمطلوبات في موازنتها كونها تعتمد مصادرها في شكل أساسي على الودائع تحت الطلب التي تستحق خلال 2.5 سنة بالمدى متوسط، في حين تعطي قروضاً طويلة الأجل للمشاريع تمتد على 10 سنوات في حدٍ أدنى. وتواجه من ناحيةٍ أخرى مخاطر أسعار العملات كونها تستقبل ودائع بالريال وتمول المشاريع بالدولار. وأضاف الشيخ ان محفظة القروض ترتفع نحو 35 بليون ريال 9.3 بليون دولار سنوياً في حين لا يتجاوز النمو في الودائع 25 بليون ريال 6.7 بليون دولار. وعلى رغم المخاطر الأمنية التي قد تتعرض لها المنشآت في السعودية، يتوقع الخبراء ان يستمر اهتمام المصارف العالمية والإقليمية في المشاركة في تمويل المشاريع، بحسب نشرة"ميس". ويتوقع ان يلعب أيضاً"الصندوق السعودي للتنمية الصناعية"و"الصندوق العام للاستثمار"دوراً محورياً في تمويل المشاريع، إضافةً إلى مؤسسات دولية ك"وكالة تمويل الصادرات"و"البنك الياباني للتعاون الدولي". ويشير التقرير الى ان إعطاء تراخيص التشغيل من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي البنك المركزي السعودي لمصارف عالمية وعربية عدة اخيراً منها بنك الكويت الوطني وبنك الإمارات الدولي وبنك الخليج الدولي وبنك مسقط وبنك البحرين الوطني ودويتشه بنك وبي إن بي باريبا هي دليل على وعي السلطات لعدم قدرة المصارف المحلية وحدها تأمين التمويل للمشاريع المستقبلية. ويتوقع ان تساهم أسواق المال تدريجاً في تمويل المشاريع البتروكيماوية حيث يتوقع ان تصدر شركة"سابك"سندات دولية في النصف الثاني من 2005. ويوضح ان المشاريع المحددة والواضحة الأهداف هي فقط التي ستستفيد من فرص التمويل. وتوقع التقرير ان يطرح للتمويل في أواسط السنة الجارية مشروع"رابيغ"المشترك بين شركة "أرامكو السعودية" الحكومية وشركة"سوميتومو كيميكال"اليابانية بكلفة إجمالية مقدارها 4.3 بليون دولار منها 1.5 بليون دولار قروض. ولدى شركة"سابك"والشركات المتفرعة عنها مشاريع عدّة مثل"شرق"بالتعاون مع"الشركة اليابانية السعودية للتنمية البتروكيماوية"الذي سيحتاج إلى 1.5 بليون دولار قروضاً لتوسعة طاقته، ويعطيه المشورة"بنك ميتسوبيشي طوكيو". ولدى"سابك"كذلك مشروع"جنسوب"على الساحل الشرقي للسعودية وبكلفة ثلاثة بلايين دولار. وستنافس الشركات الخاصة القطاع البتروكيماوي الحكومي في الأسواق حيث لشركة"الصحارى"و"الشركة السعودية الدولية للبتروكيماويات"مشاريع عدّة. وأضاف التقرير ان هذه السنة هي الأولى التي يتم فيها إنشاء مشاريع طاقة وتحلية مياه مستقلة، مثل مشروع"شعيبة"التابع للشركة السعودية للكهرباء، الذي ستتولى مجموعة"إتش إس بي سي"البريطانية ترتيب تمويل بليون دولار قروضاً من أصل 1.5 بليون دولار كلفة إجمالية للمشروع. ومشروع"مرافق"في الجبيل، وهو شراكة بين"الصندوق العام للاستثمار"و"أرامكو"و"سابك"و"الهيئة الملكية لجبيل وينبع"، وستتولى مجموعة"سيتي غروب"الأميركية ترتيب بليوني دولار قروضاً تمويلاً له.