سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيرلوسكوني استمع عبر الهاتف الى صوت الرصاص ينهمر على الصحافية المفرج عنها في بغداد . سيغرينا تنفي تأكيدات أميركية أن "سيارتها لم تستمع الى تحذيرات الجنود"
عادت الرهينة الايطالية السابقة جوليانا سغرينا أمس، الى روما من بغداد حيث جُرحت إثر اطلاق جنود أميركيين النار على سيارة تقلها، ما أدى الى مقتل ضابط استخبارات ايطالي كان يُرافقها. وسارعت سغرينا التي أطلقها خاطفوها في بغداد ليل أول من أمس، اثر وصولها الى مستشفى"سيليو"في روما الى نفي ادعاء الجيش الأميركي بأن السيارة التي أقلتها الى مطار بغداد كانت مسرعة ولم تستجب لتحذيرات جنود أميركيين ما دفعهم الى اطلاق النار عليها. وأكدت سغرينا لشبكة تلفزيونية ايطالية أن"وابلاً من النيران"انهمر على السيارة التي كانت تقلها الى مطار بغداد. وقالت سغرينا:"انهمر وابل من النيران"على السيارة"فيما كنت أتكلم مع نيكولا كالباري"ضابط الاستخبارات الايطالي الذي قتل بعدما حماها بجسده من الرصاص..وأضافت:"لم نكن نسير بسرعة بسبب الظروف التي كنا فيها ... لكن اطلاق الرصاص استمر. ولم يتسن حتى للسائق أن يوضح أننا ايطاليون". وأفادت وكالة"أنسا"الايطالية للأنباء أن سغرينا قالت لزملاء لها إن خاطفيها لم يسيئوا معاملتها أبداً. ونقلت الوكالة عن صديق الصحافية بيير سكولاري أنها قالت له:"أصعب لحظة عشتها كانت عندما رأيت الشخص الذي أنقذ حياتي يموت بين يدي"، في اشارة الى كالباري. وتابع:"تم ابلاغ الأميركيين والايطاليين بمرور السيارة. كانوا سغرينا ومرافقوها على مسافة 700 متر من المطار ما يعني أنهم كانوا اجتازوا جميع حواجز التفتيش"، مشيراً الى أن"رئيس الحكومة سيلفيو بيرلوسكوني تابع عملية اطلاق النار عبر الهاتف، اذ كان يتكلم مع أحد عناصر الاستخبارات، ثم أتى الأميركيون وصادروا الهواتف الجوالة وأغلقوها". واستقبل بيرلوسكوني الصحافية الايطالية وصعد مع شقيقها إيفان سغرينا الى متن الطائرة العسكرية التي أقلتها. كما استقبل سغرينا في المطار الكثير من الصحافيين العاملين في صحيفة"إيل مانيفستو"الشيوعية التي تعمل لمصلحتها، علاوة على شخصيات سياسية وأمنية ايطالية. وكان مسلحون خطفوا سغرينا من أمام جامعة بغداد في الرابع من شباط فبراير الماضي، بعدما أوقفوا سيارتها. كما ظهرت سغرينا لاحقاً في شريط فيديو ناشدت فيه روما انقاذ حياتها عبر سحب قواتها من العراق. وأحرج مقتل الضابط الايطالي وجرح سغرينا، بيرلوسكوني الذي سارع الى استدعاء السفير الأميركي في روما لمطالبته بتقديم تفسير عن الحادث. كما أعلن الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان أن الرئيس الأميركي جورج بوش وعد بيرلوسكوني في اتصال هاتفي بفتح تحقيق سريع لجلاء ملابسات الحادث. واستغلت المعارضة الايطالية الحادث لتوجيه انتقادات الى رئيس الحكومة والحرب على العراق التي كان شريكاً فيها. وقال زعيم حزب الخضر ألفونسو سانيو إن الضابط الايطالي كان"ضحية أخرى لحرب سخيفة". يذكر أن ايطاليا تنشر حوالي ثلاثة آلاف جندي في جنوبالعراق.