مرة جديدة تصفق العاصمة الفرنسية لمبتكريها المحليين والأجانب الذين اختاروا ممارسة نشاطهم المهني فيها، بعد الأزياء الفاخرة هوت كوتور، جاء دور الملابس الجاهزة بريتابورتيه التي عرضت مجموعاتها أخيراً في عاصمة الجمال والأناقة. هذه المرة طرحت الدور المتخصصة موديلات الأزياء لفصلي الخريف والشتاء 2005 - 2006، افتتحت العروض بتشكيلة من المصممة البرتغالية فاطمة لوبيز بعنوان"جاديس"أي"الايام الخوالي". ديانا روس عند ديور وقدّمت العارضات في هذه المجموعة فساتين وبدلات نسائيّة انسامبلات توحي بزمن الثلاثينات والاربعينات، لا سيما من الاسلوب المعتمد حينذاك من جانب نجمات هوليوود: هال جين هارلو وكلارا بو ولويز بروكس. أما مجموعة كريستيان ديور التي تحمل توقيع المصمم جون غاليانو، فتستوحي بعض ملامحها من أزياء ال"هوت كوتور"، أي مجموعة الموضة الراقية المصنوعة بحسب المقاس التي صممها غاليانو نفسه. الا انه هنا، في مجموعة ال"بري تا بورتيه"الملابس الجاهزة، أعاد النظر في تفاصيل الموديلات... بمعنى انه محا الجانب"المجنون"أو المبالغ فيه، ووضع مكانه ما قد يمس عامة النساء من مختلف الاعمار والجنسيات. ومن الواضح ان غاليانو أدرك ضرورة التأقلم مع الوضع الاقتصادي الدولي اذا أراد ان يحافظ على مكانته في احدى أكبر وأهم دور الموضة العالمية. موديلات ديور اذاً مصنوعة من الموهير والجرسيه والجلد والصوف الأبيض، والألوان رمادية وكحلية وسوداء ووردية باهتة وكاكي خاصة في ما يتعلق بسترة من النوع الذي يرتديه الطيارون وهي مصنوعة من جلد التمساح. وتوالت العارضات فوق المسرح عند ديور على أنغام موسيقى حية عزفها على البيانو احد افراد فرقة كبيرة معتادة الظهور فوق خشبات اكبر المسارح الأوروبية. كما حضرت العرض المغنية الأميركية ديانا روس جالسة الى جوار الممثلة المعروفة جوليان مور. وانفصل الايطالي ايمانويل أونغارو حديثاً عن ذراعه الأيمن جيانا باتيستا فالي الذي ترأس قسم الموضة الجاهزة في الدار طوال الأعوام الأربعة الماضية، واستعان بدلاً منه بالفرنسي فانسان داريه. وجاءت التشكيلة الجديدة مشمسة بمعنى انها صيفية الملامح وإن كانت مرسومة لفصل الشتاء، فالألوان فيها زاهية تتأرجح بين الاحمر والاصفر والبرتقالي والبيج والوردي غير ان الاقمشة في عددها الأكبر مطبوعة بأشكال الورود والفساتين تتزين بعقدة كبيرة الحجم مربوطة عند مستوى الخصر، اضافة الى المعاطف العريضة المزخرفة بدورها بمطبوعات تعطيها شكل لوحة مرسومة جديرة بالوجود في متحف للفنون الجميلة. وقد لا تليق مثل هذه الموديلات بالأذواق كافة وهي بحسب تصريح المبتكر"تذكرنا بما كان أونغارو يرسمه في مطلع حياته المهنية عندما افتتح داره وأسس ماركته في منتصف زمن الستينات". وجلست الممثلة السينمائية والمسرحية الفرنسية ذات الجذور العربية المختلطة أميرة كسار في الصف الأول عند أونغارو وصفقت بحفاوة بالغة امام مرور بعض الموديلات، حالها حال مصمم الديكورات المشهور فيليب ستارك الجالس الى جوارها. وبين العروض اللافتة ايضاً خلال الايام الأولى من تقديم تشكيلات الخريف والشتاء 2005-2006، ما طرحته دار ماريتيه إيه فرانسوا جيربوه وهو يمزج في تصميماته بمهارة فائقة بين الكلاسيكية والحداثة ويمس قبل كل شيء المرأة الثلاثينية العاملة التي تفتش عما يبرز أنوثتها من دون التخلي عن عنصري المرونة والراحة لدى الارتداء.